responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : أسرار الحياة نویسنده : أبو لحية، نور الدين    جلد : 1  صفحه : 76

قال: لا يمكنك عد أصدقائي، فأنا أعيش في كون ضخم مملوء بالأصدقاء.

قلت: لقد رأيتك تتحدث مع داود عليه السلام..

قال: أنا أصادق جميع الأنبياء والأئمة والصالحين.. وكل من تراه في القرآن الكريم ممن ذكرت أسماؤهم أو لم تذكر أشعر بالعلاقة الوثيقة التي تربط بيني وبينهم.

قلت: فأنت تصادق عباد الرحمن إذن.

قال: أجل.. وكيف لا أصادقهم.. بل أنا أهتز طربا كلما رأيتهم، أو مررت عليهم، أو جلست بينهم.. يا لله ما أجملهم، وأجمل تواضعهم، ولينهم وطيبتهم.. لا تصدق كم يملؤني السرور عندما أرى قيامهم وخشوعهم وأخلاقهم العالية.

قلت: وهل تصادق المخبتين.. أولئك الذين ذكرهم الله تعالى، فقال: ﴿وَبَشِّرِ الْمُخْبِتِينَ (34) الَّذِينَ إِذَا ذُكِرَ اللَّهُ وَجِلَتْ قُلُوبُهُمْ وَالصَّابِرِينَ عَلَى مَا أَصَابَهُمْ وَالْمُقِيمِي الصَّلَاةِ وَمِمَّا رَزَقْنَاهُمْ يُنْفِقُونَ ﴾ [الحج: 34، 35]

قال: أجل.. وأصحب معهم كل المتبتلين والسائحين والساجدين.. وكل أولئك الطيبين الطاهرين الذي ذكرت أوصافهم أو أسماؤهم في القرآن الكريم.. أنا أصحبهم جميعا، وأستفيد من علمهم وأخلاقهم.. ألم تسمع قوله a: (إنما مثل الجليس الصالح والجليس السوء كحامل المسك، ونافخ الكير، فحامل المسك: إما أن يحذيك، وإما أن تبتاع منه، وإما أن تجد منه ريحا طيبة، ونافخ الكير: إما أن يحرق ثيابك، وإما أن تجد منه ريحا خبيثة)[1]

قلت: بلى.. ورسول الله a يبين في هذا الحديث مدى تأثير الصاحب.

قال: ولذلك انتقيت أولئك الأصحاب المضمخين بأجمل عطور الدنيا


[1] رواه البخاري 4 / 271 ، ومسلم رقم (2628)

نام کتاب : أسرار الحياة نویسنده : أبو لحية، نور الدين    جلد : 1  صفحه : 76
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست