قلت:
بلى.. ولكن ما تقول لأولئك الأساتذة.. وما شحنوا به عقلي من المعارف والعلوم.. وهل
تشككني فيها؟
قال:
لا أشكك فيها.. ولكني أدعوك إلى سماع كلام ربك.. فالله تعالى لم يذكر في تلك
الآيات الرسل، وإنما ذكر ﴿الَّذِينَ قَالُوا رَبُّنَا اللَّهُ ثُمَّ
اسْتَقَامُوا ﴾ [فصلت: 30]
قلت:
أجل.. وهي تنطبق تماما على الأنبياء عليهم السلام.
قال:
بل هي تنطبق على كل من قال قولهم، وفعل فعلهم.. وقد كان بعض الصالحين إذا أصبح
يخاطب الملائكة، ويقول: (مرحبا بملائكة الله، اكتبوا: بسم الله الرحمن الرحيم،
سبحان الله والحمد لله ولا إله إلا الله والله أكبر).. وكان آخر يقول مخاطبا لهم:
(يا ملائكتي طالت صحبتي لكما فإن كان لكما عندالله شفاعة فاشفعا لي)
قلت:
أجل.. ولعلي قد وجدت حلا يجمع بين ما ذكرت، وما ذكر أساتذتي.
قال:
وما هو؟
قلت:
صحبة الملائكة عليهم السلام مرتبطة بأولئك الذين يعيشون معنا من الملائكة الكتبة
أو الحافظين.. والذين قال الله تعالى فيهم: ﴿وَيُرْسِلُ عَلَيْكُمْ
حَفَظَةً﴾ [الأنعام: 61]، وقال: ﴿وَإِنَّ عَلَيْكُمْ لَحَافِظِينَ
(10) كِرَامًا كَاتِبِينَ (11) يَعْلَمُونَ مَا تَفْعَلُونَ﴾ [الانفطار: 10
- 12].. أما غيرهم؛ فلا مطمع في صحبتهم.