قال:
فهل يمكنك أن تردد هذا الاسم بلسانك، ثم لا تستشعره بقلبك.. أو لا تراه ببصيرتك؟
قلت:
ما تعني؟.. وهل يمكن لأحد أن يرى الله؟.. ألم تقرأ قوله تعالى: ﴿ لَا
تُدْرِكُهُ الْأَبْصَارُ وَهُوَ يُدْرِكُ الْأَبْصَارَ وَهُوَ اللَّطِيفُ
الْخَبِيرُ ﴾ [الأنعام: 103]
قال:
وقد قرأت معها قول الإمام علي عندما سئل: هل رأيت ربك حين عبدته؟ فقد أجاب بقوله:
(ما كنت أعبد ربّا لم أره)، فقيل له: وكيف رأيته؟ فقال: (لا تدركه العيون في
مشاهدة الأبصار، ولكن رأته القلوب بحقائق الإيمان)[1]
قلت:
أجل.. وقد قرأت معها ما روي عن الإمام الصادق أن أبا بصير سأله، فقال: أخبرني عن
الله عزّ وجل هل يراه المؤمنون يوم القيامة؟ فقال الإمام: «نعم وقد رأوه قبل يوم
القيامة)، فقال أبو بصير: متى؟.. قال الإمام: (حين قال لهم: ﴿ أَلَسْتُ
بِرَبِّكُمْ قَالُوا بَلَى﴾ [الأعراف: 172]، ثم قال: (وإن المؤمنين ليرونه
في الدنيا قبل يوم القيامة، ألست تره في وقتك هذا؟)، فقال أبو بصير: جعلت فداك
فأحّدِّث بهذا عنك؟ فقال الإمام: (لا، فإنك إذا حدثت به فأنكر منكر جاهل بمعنى ما
تقوله ثم قدّر ان ذلك تشبيه كفر، وليست الرؤية بالقلب كالرؤية بالعين، تعالى الله
عمّا يصفه المشبّهون والملحدون)[2]
قال:
فقد أجاباك.. ولا حاجة لك إلى جوابي.
قلت:
فكيف تجمع بين ما ذكر القرآن الكريم، وما ذكره هذان الإمامان