responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : أسرار الحياة نویسنده : أبو لحية، نور الدين    جلد : 1  صفحه : 64

بسببه في أخطاء كبيرة.

قلت: فهل هناك تدبر أصحاب المستويات العالية؟

قال: أجل.. وهو تدبر المستبصرين والمتوسمين.. أولئك الذين قال الله تعالى فيهم: ﴿إِنَّ فِي ذَلِكَ لَآياتٍ لِلْمُتَوَسِّمِينَ﴾ (الحجر:75).. أولئك الذين تتحول الحروف والكلمات في أعينهم وقلوبهم إلى حقائق يرونها بأبصارهم وبصائرهم، ولا يرددونها فقط بألسنتهم.

قلت: هل يمكن أن يحصل هذا؟

قال: ألم تسمع بحديث الحارث بن مالك الأنصاري؟

قلت: هل تقصد ذلك الذي قال له النبي a: كيف أصبحت يا حارث؟ فقال: أصبحت مؤمنا حقا، فقال a: انظر ما تقول! فإن لكل شئ حقيقة؛ فما حقيقة إيمانك؟ فقال الحارث: (عزفت نفسي عن الدنيا، وأسهرت لذلك ليلى وأظمأت نهاري، وكأني أنظر إلى عرش ربي بارزا، وكأني أنظر إلى أهل الجنة يتزاورون فيها، وكأني أنظر إلى أهل النار يتضاغون فيها، فقال a: (يا حارث! عرفت فالزم)[1]

قال: ألا ترى كيف خرق للحارث حجاب المكان؛ فأصبح يرى عرش ربه.. وخرق له حجاب الزمان، فأصبح يرى أهل الجنة وأهل النار؟

قلت: بلى.. والحديث واضح..

قال: العبرة ليست بحديث الحارث.. وإنما بحديث رسول الله a.. فقد قال له: (يا حارث! عرفت فالزم).. فالمعرفة التي لا يندمج لها كل الكيان معرفة ناقصة.

قلت: هل تقصد بذلك أن نعيش كل الحقائق القرآنية؟


[1] رواه الطبرانى (3/266، رقم 3367)

نام کتاب : أسرار الحياة نویسنده : أبو لحية، نور الدين    جلد : 1  صفحه : 64
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست