قلت:
أمن الممكن أن يخترق أحدنا حجاب الزمن الكثيف؛ فيرحل لكل العصور.. إن هذا لا نسمع
به إلا في الأساطير، وقصص الخيال.
قال:
عندما ترفع الحجب عن عقلك؛ فسيصبح كل شيء أمامك حاضرا.. الماضي والمستقبل.. والقريب
والبعيد.. والزمان والمكان.. والحس والمعنى.. والكثيف والمجرد.
قلت:
لا أكاد أفهم ما تقول.
قال:
ألم تقرأ في القرآن الكريم ذلك الطلب الغريب الذي طلبه سليمان عليه السلام من
المقربين إليه، والذي قال لهم فيه: ﴿يَاأَيُّهَا الْمَلَأُ أَيُّكُمْ
يَأْتِينِي بِعَرْشِهَا قَبْلَ أَنْ يَأْتُونِي مُسْلِمِينَ ﴾ [النمل: 38]؟
قلت:
أجل.. لأنه حدد زمنا بعيدا.. ولذلك راح يقبل العرض الآخر، والذي قال فيه صاحبه: ﴿أَنَا
آتِيكَ بِهِ قَبْلَ أَنْ يَرْتَدَّ إِلَيْكَ طَرْفُكَ﴾ [النمل: 40]
قال:
ألا ترى أنه عرض مرتبط بتمزيق حجاب المكان؟
قلت:
بلى.. فهو قد موعدا لا يمكن تحقيقه إلا لمن مزق هذا الحجاب.
قال:
فكما يمكن تمزيق حجاب المكان؛ فتطوي ما تشاء من المسافات لتصل لما تشاء من
الغايات.. فكذلك يمكنك أن تطوي حجاب الزمن، لترحل لمن تشاء، وتلتقي بمن تشاء.
قلت:
ولكن كيف يمكن أن يكون ذلك؟
قال:
الأداة التي تمزق بها حجاب المكان هي نفسها التي تمزق بها حجاب