responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : أسرار الحياة نویسنده : أبو لحية، نور الدين    جلد : 1  صفحه : 60

ليتني كنت معهم لأسمع كما سمعوا، وأطرب كما طربوا..

ثم راح يقول: بلى.. يمكنني أن أكون معهم.. فحجاب الزمن الرقيق يمكنني أن أمزقه وأتجاوزه، لأرحل إليك، وأسمع منك.

ثم رأيته يتمايل مثلما يتامل الناس عند سماعهم لما يطربهم.. فاقتربت منه، وقلت، وأنا ممتلئ خوفا من أي مفاجأة قد تحدث لي معه: مرحبا بحبيب داود.

فنظر إلي مبتسما، وهو يمد يده، ويقول لي بكل لطف: مرحبا بك أخي الكريم.. وشكرا لأنك خاطبتني بهذا الخطاب الجميل، وأسأل الله أن يجعلنا جميعا من أحباب داود عليه السلام، وجميع الهداة الكرام، والملائكة العظام عليهم الصلاة والسلام.

قلت: هلا أخبرتني عن شأنك، فقد رأيتك تنفعل انفعالا كبيرا أثناء قراءتك للآيات التي تتحدث عن داود عليه السلام، ثم رأيتك تحدثه.. فما قصتك معه؟

قال: ليست قصتي معه وحده.. بل مع كل الصالحين المذكورين في القرآن الكريم.. فأنا أريد أن تنعقد بيني وبينهم الصحبة في الدنيا، قبل ملاقاتهم في الآخرة، حتى أفد عليهم، وهم يعرفوني، وأنا أيضا أعرفهم.

قلت: لم أفهم.

قال: لقد علمت أن الصديق الحقيقي هو الذي ينفعك في دينك ومآلك، ولذلك لم أكتف بأصحابي في عالم الشهادة، وإنما رحت أبحث عن أصحاب لي في عالم الغيب.

قلت: ولكن الزمان يحول بينك وبينهم.

قال: الزمان لم يخلق لأصحاب البصائر، وإنما خلق للمحجوبين، الذين استغرقوا في عالم الملك، ونسوا عالم الملكوت.

نام کتاب : أسرار الحياة نویسنده : أبو لحية، نور الدين    جلد : 1  صفحه : 60
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست