responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : أسرار الحياة نویسنده : أبو لحية، نور الدين    جلد : 1  صفحه : 42

عليها؛ فالله تعالى لم يخلق الشر ابتداء، ولكن الخلق هم الذين حولوا الخير إلى شر، وحولوا النعمة إلى نقمة، وحولوا العافية إلى بلاء.

قلت: لقد ذكرتني بحديث لرسول الله a يقول فيه: (إن مما أخاف عليكم بعدي: ما يفتح عليكـم من زهـرة الدنيـا وزينتها)، فقيل له: أوَيـأتي الخيـر بالشـر يا رسول الله؟ فقال a: (إنه لا يأتي الخير بالشر، وإن مما ينبت الربيع يقتل حَبَطًا[1]أو يُلم[2]، إلا آكلة الخْضِر[3]، فإنها أكلت، حتى إذا امتدت خاصِرتاها استقبلت عين الشمس، فثلَطَت[4]، ثم رتعت)

وبعد أن قدم رسول الله a هذا التشبيه قال لهم: (إن هذا المال خَضِرٌ حلو، ونعم صاحب المسلم هو لمن أعطى منه المسكين واليتيم وابن السبيل.. وإن من يأخذه بغير حقه كالذي يأكل ولا يشبع، ويكون عليه شهيدًا يوم القيامة)[5]

قال: صدق رسول الله a فهذا الحديث يبين حقيقة الدنيا.. فهي مثل الأرض التي يمكننا أن نزرع فيها العنب، ويمكننا أن نزرع فيها الشوك.. ويمكننا أن نزرع فيها أصناف السموم.

قلت: فكيف كانت الدنيا سببا لإشعال الحروب بينكم وبين إخوانكم؟

قال: لقد تحولت الدنيا إلى مضمار تتسابق فيه النفوس الممتلئة بالأهواء.. ولذلك راح كل فريق من أهل بلدنا ومن جيراننا يريد أن ينال منها أكبر قدر يستطيعه..


[1] الحبط: انتفاخ بطن الدابة من الامتلاء أو من المرض.

[2] أو يلم: ألمَّ به يلمُّ: إذا قاربه ودنا منه. يعني: أو يقرب من الهلاك.

[3] الخضِر: ضروب من النبات مما له أصل غامض في الأرض كالنصيِّ. وليس من أحرار البقول وإنما هو من كلأ الصيف. والنَّعمُ لا تستكثر منه وإنما ترعاه لعدم غيره.

[4] فثلطت: ثلط البعير يثلط: إذا ألقى رجيعه سهلاً رقيقًا.

[5] رواه البخاري ومسلم.

نام کتاب : أسرار الحياة نویسنده : أبو لحية، نور الدين    جلد : 1  صفحه : 42
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست