responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : أسرار الحياة نویسنده : أبو لحية، نور الدين    جلد : 1  صفحه : 41

قلت: عرفت سر النفس، وعلاقتها بالهوى، وأثرها في إقامة أسواق العداوة بينكم وبين إخوانكم.. فما علاقة الدنيا بذلك؟

قال: الدنيا هي المضمار الذي تتسابق فيه النفوس، وترفع فيه رايات الأهواء.

قلت: ولكن الدنيا أيضا هي المزرعة التي نبذر فيها الأعمال الصالحة، التي نجنيها بعد ذلك في جنان الله الواسعة.

قال: أجل.. وذلك أصل الدنيا.. فهي دار الضيافة الإلهية لعباده، ليعرفوه من خلالها، ثم يعرجوا منها إليه بعد أن ينجحوا في كل الاختبارات التي تجري عليهم فيها.

قلت: لقد ذكرتني بكلمات جميلة، وحكم جليلة للإمام علي، قالها مخاطبا قوما بالغوا في ذم الدنيا، من دون تفريق بين دنيا الصالحين المترفعين، ودنيا العابثين المتثاقلين، لقد قال يخاطبهم: (ما بال أقوام يذمّون الدنيا وقد انتحلوا الزهد فيها؟!.. الدنيا منزل صدق لمن صدّقها، ومسكن عافية لمن فهم عنها، ودار غنى لمن تزوّد منها، مسجد أنبياء اللّه، ومهبط وحيه، ومصلّى ملائكته، ومسكن أحبّائه، ومتجر أوليائه، اكتسبوا فيها الرحمة، وربحوا منها الجنّة.. فمن ذا يذم الدنيا وقد آذنت ببينها؟! ونادت بانقطاعها، ونعت نفسها بالزوال، ومثّلت ببلائها البلاء، وشوّقت بسرورها إلى السرور، وراحت بفجيعة، وابتكرت بنعمة وعافية، ترهيبا وترغيبا، فذمّها قوم غداة الندامة، وحمدها آخرون، خدمتهم جميعا فصدقتهم، وذكّرتهم فاذّكّروا، ووعظتهم فاتّعظوا، وخوّفتهم فخافوا، وشوقتهم فاشتاقوا) [1]

قال: بوركت.. فهذه الكلمات توضح حقيقة الدنيا، وجبلتها التي جبلها الله


[1] مستدرك نهج البلاغة للمحمودي: ج 1 ص 352- 357 الخطبة رقم(117)

نام کتاب : أسرار الحياة نویسنده : أبو لحية، نور الدين    جلد : 1  صفحه : 41
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست