responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : أسرار الحياة نویسنده : أبو لحية، نور الدين    جلد : 1  صفحه : 39

قلت: بلى.. لقد ذكر الله تعالى ذلك فقال حاكيا عنه: ﴿ فَكَذَّبَ وَعَصَى (21) ثُمَّ أَدْبَرَ يَسْعَى (22) فَحَشَرَ فَنَادَى (23) فَقَالَ أَنَا رَبُّكُمُ الْأَعْلَى (24)﴾ [النازعات: 21 - 24]، وقال: ﴿وَقَالَ فِرْعَوْنُ يَاأَيُّهَا الْمَلَأُ مَا عَلِمْتُ لَكُمْ مِنْ إِلَهٍ غَيْرِي فَأَوْقِدْ لِي يَاهَامَانُ عَلَى الطِّينِ فَاجْعَلْ لِي صَرْحًا لَعَلِّي أَطَّلِعُ إِلَى إِلَهِ مُوسَى وَإِنِّي لَأَظُنُّهُ مِنَ الْكَاذِبِينَ﴾ [القصص: 38]

قال: وهكذا النفس.. ففرعون لم يكن سوى نموذج للنفس الأمارة بالسوء في قمة عنفوانها وطغيانها.

قلت: هل تقصد أن النفس في طغيانها تردد ما ردده فرعون من دعواه الألوهية؟

قال: أجل.. بل إنها لا ترضى بالشرك، ولذلك، فهي تردد في كل حين مع فرعون ومع كل الطواغيت قولهم: ﴿مَا عَلِمْتُ لَكُمْ مِنْ إِلَهٍ غَيْرِي﴾ [القصص: 38].. ولذلك فهي تلبس من الألبسة المختلفة ما تعبد به من خلالها.

قلت: وعيت هذا.. ولكن كيف حصل هذا بين قومك، وكيف جلب العداوة لهم؟

قال: لقد كنا قبل قيام هذه الفتن بيننا نعيش تحت إمرة قيادة حكيمة مشكلة من إخواننا في البلدة الأخرى.. وبعد أن حصلت تلك النزاعات بيننا وبينهم بسبب تلك الكرة المشؤومة، دعا قومنا إلى التمرد على تلك السلطة، لا لكونها لم تكن حكيمة، وإنما لكونها تنتمي لأرض غير أرضنا، وتسري في عروقها دماء غير دمائنا.. ثم ما لبث أن أوجد ذلك نفوسا فرعونية تحن إلى السلطة؛ فأسرعت تقترح نفسها، ثم وجدت من أصحاب المطامع من يجيب نداءها طمعا في هباتها وصلاتها.. ثم سار الرعاع يتبعونهم، وبذلك بدأت الحرب، ولا يمكن أن تنتهي أبدا.

قلت: أنت لم تذكر نفس فرعون فقط.. بل ذكرت نفوسا أخرى.

نام کتاب : أسرار الحياة نویسنده : أبو لحية، نور الدين    جلد : 1  صفحه : 39
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست