responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : أسرار الحياة نویسنده : أبو لحية، نور الدين    جلد : 1  صفحه : 38

ولذلك أنتظر منك أن تذكر لي دور النفوس في الحرب الحاصلة بينكم وبين جيرانكم، كما ذكرت لي دور الأهواء في ذلك.

قال: لولا النفوس لما كانت الأهواء.. فتلك الأهواء لم تجد من يرددها إلا النفوس الأمارة الممتلئة بالخبث.

قلت: ولكن.. هل كل نفوس بلدتكم من هذا النوع؟

قال: لا.. ولكن كل الطيبين غُيبوا عن الساحة.. بعضهم قتل، وبعضهم سجن، وبعضهم شوه.. ذلك أن النفوس الأمارة تستعمل كل الوسائل لتحقيق غاياتها.. فهي تركب كل المطايا.. وتستغل كل الشياطين لتنفيذ مآربها.

قلت: لم أفهم ما تقصد؟

قال: لقد ذكرت لك أن تلك الأهواء بدأت بلعبة.. كان يمكنها أن تظل لعبة للتسلية.. لكنها تحولت إلى ثقافة وفكر ومبادئ.. وهكذا تحول كل شيء يغذي النفوس إلى أدوات لغرس الفتنة.

قلت: عرفت هذا.. ولكن ذلك هو دور الأهواء في العداوة.. فما دور النفوس؟

قال: أنت تعلم أن أخطر النفوس وأبعدها عن الحق تلك النفوس التي تشتهي السلطة والرئاسة، وتضحي في سبيلها بكل شيء.

قلت: أعلم ذلك.. وهل مصائبنا إلا من ذلك.. وقد أشار إلى هذا المعنى تلك الآيات الكثيرة التي تذكر الملأ ودورهم في مواجهة الأنبياء عليهم السلام، ذلك أن أولئك الملأ قد أشبعت نفوسهم حب السلطة، ولذلك خشوا أن تتحول عنهم إلى الأنبياء؛ فراحوا يحاربونهم.

قال: حب السلطة لا يدفع إلى ذلك فقط.. بل قد يصل بصاحبه إلى ادعاء الألوهية.

نام کتاب : أسرار الحياة نویسنده : أبو لحية، نور الدين    جلد : 1  صفحه : 38
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست