responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : أسرار الحياة نویسنده : أبو لحية، نور الدين    جلد : 1  صفحه : 243

لقد أسرع إلي، وأخذ بيدي.. وحملني إلى خيمته.. وقدم لي ما استطاع تقديمه من ماء وطعام.. كانا لا يختلفان في قساوتهما عن تلك الأجواء جميعا..

بعد أن ارتدت إلي روحي نظرت إليه، وقلت: ما مكوثك في هذه البلاد.. إنها بلاد الموت، لا بلاد الحياة؟

ابتسم، وقال: أحيانا تكون بلاد الموت أسعد من بلاد الحياة..

قلت: هذا لا يمكن.. بلاد الموت لا سعادة فيها.. ولا يمكن مقارنتها ببلاد الحياة.

قال: لقد فررت من تلك البلاد التي تسميها بلاد الحياة إلى هذه البلاد التي تسميها بلاد الموت.

قلت: أمجنون أنت.. من أوقعك في هذا الفخ؟

قال: إن كان هذا فخا.. فديني هو الذي أوقعني فيه..

قلت: هذا دين سوء.. فاتركه إلى دين الحياة.. فلا خير في دين يبعث بك إلى الموت.

قال: أنا رجل مسلم..

قاطعته قائلا: مسلم.. وتقول هذا.. لا شك أنك تحمل فهما خاطئا للإسلام.. فالله تعالى يقول :﴿ قُلْ مَنْ حَرَّمَ زِينَةَ اللَّهِ الَّتِي أَخْرَجَ لِعِبَادِهِ وَالطَّيِّبَاتِ مِنَ الرِّزْقِ قُلْ هِيَ لِلَّذِينَ آمَنُوا فِي الْحَيَاةِ الدُّنْيَا خَالِصَةً يَوْمَ الْقِيَامَةِ كَذَلِكَ نُفَصِّلُ الْآياتِ لِقَوْمٍ يَعْلَمُونَ﴾ (لأعراف:32)

قال: وهو القائل :﴿ الْمَالُ وَالْبَنُونَ زِينَةُ الْحَيَاةِ الدُّنْيَا وَالْبَاقِيَاتُ الصَّالِحَاتُ خَيْرٌ عِنْدَ رَبِّكَ ثَوَاباً وَخَيْرٌ أَمَلاً﴾ (الكهف:46)

قلت: لا تعارض بين هذا وذاك.. فيمكنك أن تذكر الله وتعيش مع الله وأنت

نام کتاب : أسرار الحياة نویسنده : أبو لحية، نور الدين    جلد : 1  صفحه : 243
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست