responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : أسرار الحياة نویسنده : أبو لحية، نور الدين    جلد : 1  صفحه : 242

قال: لك ذلك .. لقد عاينت هذا المشهد في بقعة من بقاع الأرض لم يكن فيها من الحياة إلا اسم الحياة.. ولولا أني وجدت خيمة هناك وأمامها بعض الجمال لسرى إلى ذهني أني في المريخ أو في أي كوكب من تلك الكواكب التي لا وجود فيها لأي أثر من آثار الحياة.

كان الجو كئيبا.. وكان الحر شديدا.. وكان الماء شحيحا.. وكان الطعام قليلا.. وكان الكلأ الذي تأكل منه تلك الجمال ليس إلا أشواكا قاسية كقساوة الطبيعة التي تحيط بها.. ومع ذلك، فقد شاء الله أن أكتشف في هذا المحل السر الأول من أسرار السعادة.

فبعد أن أصابني الإعياء في تلك الصحراء.. وأخذ مني الجوع والعطش كل مأخذ سرت إلى تلك الخيمة المنفردة المنعزلة الممتلئة في ظاهرها بالكآبة..

وقفت بعيدا عنها.. وأنا متردد في المناداة على صاحبها خشية أن يرميني بسهم من سهامه.. أو خشية أن يأتي بسكينه ليجعلني طعاما لعشائه.. لكني.. ولفرط جوعي وعطشي في تلك الصحراء لم أجد إلا أن أناديه.. ليسقيني ويطعمني.. ولا يهمني بعدها ما يصيبني من سهامه أو من سكينه..

لقد كاد الجوع والعطش يفني جسدي.. ويملؤه بالشقاء..

لقد أثرت تلك القساوة على عقلي.. فلم يعد يستطيع أن يفكر في شيء.. فكلما أراد شيئا ارتسمت صورة المياه وصورة الخبز في مخيلته، فحجبته عن كل فكرة.

في تلك الحال القاسية خرج إلي الرجل صاحب الخيمة.. فلاحظت صورة لا تختلف عن صورة تلك الصحراء.. كانت صورة دميمة بشعة.. قد أثرت فيها تلك الأجواء، فلم تعد تختلف عنها..

لكن قلب الرجل وعقله كانا مختلفين تماما..

نام کتاب : أسرار الحياة نویسنده : أبو لحية، نور الدين    جلد : 1  صفحه : 242
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست