responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : هکذا يفکر العقل السلفي نویسنده : أبو لحية، نور الدين    جلد : 1  صفحه : 66

بأحاديث الشاميين، فلم يعرفوا منها شيئًا..

ويروون عن بعضهم، وهو شعبة بن الحجاج حزنه الشديد، لأنه وجد من الأحاديث عند بعضهم ما لم يكن لديه، قال: (ذاكرت قيس بن الربيع حديثَ أبي حصين، فلوددتُ أن البيت وقع عليَّ وعليه حتى نموت؛ من كثرة ما كان يُغرب عليَّ!)[1]

ويروون عن أبي حاتم الرازي قوله مفتخرا: (قلتُ على باب أبي الوليد الطيالسي: مَن أغرب عليَّ حديثًا غريبًا مسندًا صحيحًا لم أسمع به؛ فله عليَّ درهمٌ يتصدق به. وقد حضر على باب أبي الوليد خلقٌ من الخلق؛ أبو زرعة فمن دونه.. فما تهيَّأ لأحدٍ منهم أن يُغرب عليَّ حديثًا)[2]

وقد كان هذا التنافس الشديد فتنة للمحدثين جلعهم يقبلون أي شيء، ومن أي أحد حتى يشحنوا كتبهم بأكبر عدد من الروايات، قال أحمد بن محمد بن ياسين: سمعت أحمد بن منيع (ابن عبد الرحمن البغوي) يقول: سمعت جدي يقول: مر أحمد بن حنبل جائياً من الكوفة، وبيده خريطة فيها كتب، فأخذت بيده فقلت: مرة إلى الكـوفة! ومرة إلى البصرة! إذا كتب الرجل ثلاثين ألف حديث لم يكفه؟ فسكت، ثم قلت: ستين ألفاً؟ فسكت، فقلت: مائة ألف؟ فقال: حينئذ يعرف شيئاً. قال أحمد بن منيع: فنظرنا فإذا أحمد كتب ثلاثمائة ألف [3].

وكان ذلك التنافس أيضا سببا في ذلك السباق المحموم الذي كان يجري بينهم، بل كان يختلط بحياتهم.. لأن المقصر في هذا السباق لن تصير له الحظوة بين المحدثين.

ولهذا اعتبروا من علامات المحدث الناجح سرعة مشيه ليتمكن من الطواف على


[1] الكامل (6/41)، تاريخ بغداد (12/457).

[2] الجرح والتعديل (1/355).

[3] مناقب الإمام أحمد ص28.

نام کتاب : هکذا يفکر العقل السلفي نویسنده : أبو لحية، نور الدين    جلد : 1  صفحه : 66
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست