responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : هکذا يفکر العقل السلفي نویسنده : أبو لحية، نور الدين    جلد : 1  صفحه : 65

دراسة ما جمعوه لأن التنافس كان حادا بين الرواة والمحدثين، وكل منهم يريد أن يسبق الآخر.

فقد كانوا يتألمون ألما شديدا إن وجدوا من سبقهم برواية من الروايات، ويفخرون إن ظفر أحدهم برواية لم يسبق إليها.

وقد ذكر الشيخ المعلمي ـ وهو من علماء السلفية المعتبرين ـ هذه الخصلة مشيدا بها، فقال: (وكان من عادة المحدِّثين التباهي بالإغراب؛ يَحرِص كلٌّ منهم على أن يكون عنده من الروايات ما ليس عند الآخرين؛ لتظهر مزيَّته عليهم، وكانوا يتعنَّون شديدًا لتحصيل الغرائب، ويَحرِصُون على التفرد بها.. وكانوا إذا اجتمعوا تذاكروا، فيَحرِص كل واحدٍ منهم على أن يَذكُر شيئًا يُغرِبُ به على أصحابه؛ بأن يكون عنده دونهم، فإذا ظفر بذلك؛ افتخر به عليهم، واشتدَّ سروره وإعجابه وانكسارهم)[1]

ومن الأمثلة التي يوردها السلفية عن سلفهم مفتخرين بها، ما رووه عن أبي مسعود أحمد بن الفرات، قال: (كنا نتذاكر الأبواب، فخاضوا في باب، فجاؤوا فيه بخمسة أحاديث، فجئتهم آنا بآخر، فصار سادسًا، فنخس أحمد بن حنبل في صدري -يعني: لإعجابه به-)[2]

ورووا عن أحمد بن عمير بن جوصا قال: (كنا ببغداد، فرأيت أصحاب الحديث يتذاكرون بحديث أيوب السختياني وأشباهه، فأطلعت لهم رأسي، فقلت لهم: أيش أسند جنادة عن عبادة؟ فسكتوا، ثم قلت لهم: أيش أسند عمرو بن عمرو بن عبدة الأحموسي؟ فلم يجيبوا بشيء)[3]، يريد أنهم كانوا يتذاكرون في أحاديث العراقيين، فأغرب عليهم


[1] التنكيل بما في تأنيب الكوثري من الأباطيل (2/522، 523)

[2] تاريخ بغداد (4/343)

[3] تاريخ دمشق (5/114)

نام کتاب : هکذا يفکر العقل السلفي نویسنده : أبو لحية، نور الدين    جلد : 1  صفحه : 65
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست