responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : هکذا يفکر العقل السلفي نویسنده : أبو لحية، نور الدين    جلد : 1  صفحه : 35

فِي شَيْءٍ فَرُدُّوهُ إِلَى اللَّهِ وَالرَّسُولِ إِنْ كُنْتُمْ تُؤْمِنُونَ بِاللَّهِ وَالْيَوْمِ الْآخِرِ ذَلِكَ خَيْرٌ وَأَحْسَنُ تَأْوِيلًا﴾ [النساء: 59]

وهذا ما ينسجم مع المنطق السليم، لأننا إذا أخبرنا أن في أطعمة معينة سموما قاتلة، فإن العقل السليم يدعونا إلى الحذر منها جميعا، أو تحليل ما فيها لتحديد المسموم من غير المسموم، وهكذا كان ينبغي على الأمة أن تفعل، لأن رسول الله a حذرها من الفتنة، وأخبر أنها تأتي بعده مباشرة، والعاقل هو الذي يحتاط لدينه، فيرجع كل شيء إلى الأصل الذي دعانا الله إليه، وهو التحاكم إلى الله ورسوله لا إلى جيل من الأجيال، قال تعالى: ﴿إِنَّمَا كَانَ قَوْلَ الْمُؤْمِنِينَ إِذَا دُعُوا إِلَى اللَّهِ وَرَسُولِهِ لِيَحْكُمَ بَيْنَهُمْ أَنْ يَقُولُوا سَمِعْنَا وَأَطَعْنَا وَأُولَئِكَ هُمُ الْمُفْلِحُونَ﴾ [النور: 51]، فالحكم ـ كما تنص الآية الكريمة ـ هو الله ورسوله .. لا أبو بكر ولا عمر .. ولا أي أحد من الناس كما يزعم العقل السلفي.

ولهذا كان ابن عباس يرد بشدة على العقل السلفي الذي كان يعيش معه، بسبب مبالغتهم في شأن الشيخين، ففي الحديث عن عروة بن الزبير أنه أتى ابن عباس فقال : يا ابن عباس طالما أضللت الناس! قال : وما ذاك يا عريَّة ؟ قال : الرجل يخرج محرماً بحج أو بعمرة فإذا طاف زعمت أنه قد حل فقد كان أبو بكر وعمر ينهيان عن ذلك؟ فقال : أهما - ويحك - آثر عندك أم ما في كتاب الله وما سن رسول الله a في أصحابه وفي أمته؟)[1]

وفي رواية قال عروة لابن عباس : ألا تتقي الله ترخص في المتعة ؟! فقال ابن عباس: سل أمك يا عُرَيَّةُ، فقال عروة : أما أبو بكر وعمر فلم يفعلا، فقال ابن عباس: (والله ما أراكم منتهين حتى يعذبكم الله، أحدثكم عن رسول الله، وتحدثونا عن ابي بكر


[1] رواه الطبراني في الأوسط ( 1718)، قال الهيثمي في مجمع الزوائد (3/234) : رواه الطبراني في الأوسط وإسناده حسن.

نام کتاب : هکذا يفکر العقل السلفي نویسنده : أبو لحية، نور الدين    جلد : 1  صفحه : 35
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست