responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : هکذا يفکر العقل السلفي نویسنده : أبو لحية، نور الدين    جلد : 1  صفحه : 196

أولا ـ الجوانب التعبدية

العبادة بالمفهوم الإسلامي الأصيل الذي نص عليه القرآن الكريم والسنة المطهرة ووضع الشعائر المرتبطة بها هي ذلك التوجه الروحاني الخاشع لله تعالى، بحيث يعيش الممارس لها في ظلها أجواء جميلة من التواصل مع الله والتعرف عليه ومحبته والأنس به والشوق إليه.

ولذلك فإن العبادات ـ بمختلف أنواعها من صلاة وذكر وتلاوة وغيرها ـ هي المعراج الذي يعرج به المؤمن لربه، ليأنس به، ولينال من معرفته والقرب منه بحسب حظه من تلك الشعائر التعبدية وصدقه في أدائها.

وهي مع كونها ذات هيئة خاصة وقع فيها الخلاف في الأمة إلا أن المسلم الواعي .. أو المسلم المدرك للمقصد الشرعي منها لا يهتم بتلك التفاصيل الكثيرة .. فهو قد يختار هيئة من الهيئات عن قناعة أو اجتهاد أو تقليد لكنه في نفس الوقت لا يفرض على غيره تلك القناعة، ولا يعتبر أن عبادته أفضل من عبادة غيره لكون المقصد من تلك العبادات هو الخشوع لا الحركات المرتبطة بها.

هذه هي نظرة المسلم الصادق للعبادة.. فهو ينظر إليها من زاويتين: زاوية شخصية تجعله يهتم بأدائها بحسب ما وصل إليه اجتهاده أو تقليده..

وزاوية اجتماعية، وهي احترام الشعائر التي يمارسها سائر المسلمين بمختلف مذاهبهم، وعدم التفاخر عليهم.. لأنه لا يدري أيهم أقرب، فالله تعالى لا ينظر إلى الأجسام والحركات وإنما ينظر إلى القلوب.

هذه هي نظرة المسلم الإنسان الذي يستلهم دينه من القرآن الكريم ومن السنة النبوية المطهرة المحمية بحصون القرآن الكريم.. أما النظرة السلفية، والتي تجعل القرآن الكريم والسنة المطهرة سجينة لفهوم السلف فإنها تنظر إلى المسألة نظرة مختلفة تماما.

نام کتاب : هکذا يفکر العقل السلفي نویسنده : أبو لحية، نور الدين    جلد : 1  صفحه : 196
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست