responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : علوم البلاغة البيان، المعاني، البديع نویسنده : المراغي، أحمد بن مصطفى    جلد : 1  صفحه : 290
المبحث التاسع عشر: في المجاز بالحذف [1] أو الزيادة
كما توصف الكلمة بالمجاز لنقلها عن معناها الأصلي، كما تقدم، كذلك توصف بالمجاز بطريق الاشتراك اللفظي إذا تغير حكم إعرابها الأصلي بواسطة حذف لفظ أو زيادته.
فالحذف كقوله تعالى: {وَاسْأَلِ الْقَرْيَةَ} [2]، إذ الأصل أهل القرية، فالحكم الذي يجب للقرية في الأصل هو الجر فحذف المضاف وأعطى المضاف إليه إعرابه، ونظيره "وجاء ربك" أي: أمر ربك.
والحكم بالحذف يكون لأحد أمرين:
1- لأمر يرجع إلى غرض[3] المتكلم، نحو: سل القرية، ألا ترى أنك لو قرأته أو سمعته في غير التنزيل لم تقطع بأن هنهنا محذوفا، إذ من المحتمل أن يكون كلام رجل مر على قرية خربت وباد أهلها، فأراد أن يقول مذكرا نفسه أو صاحبه على سبيل العظة والاعتبار: سل القرية عن أهلها وقل لها ماذا صنعوا، كما قال الرقاشي: سل الأرض من شق أنهارك وغرس أشجارك فإن لم تجبك حوارا أجابتك اعتبارا.
2- لأن الكلام لا يصح بدون المحذوف، كما إذا حذف أحد جزأي الجملة، نحو: {فَصَبْرٌ جَمِيلٌ} .
والزيادة كقوله تعالى: {لَيْسَ كَمِثْلِهِ شَيْءٌ} [4]، أي: ليس مثله شيء، فإعراب مثله في الأصل النصب، فلما زيدت الكاف سار جرا.
ونحوه: {فَاضْرِبُوا فَوْقَ الْأَعْنَاقِ} [5]. وقول لبيد:
إلى الحول ثم اسم السلام عليكما ... ومن يبك حولا كاملا فقد اعتذر
يريد: ثم السلام عليكما.
ومما تقدم تعلم أن الحذف والزيادة إذا لم يوجبا تغير الإعراب لا توصف الكلمة من أجلهما بالمجاز، نحو: {أَوْ كَصَيِّبٍ مِنَ السَّمَاءِ} [6]، إذ الأصل: أو كمثل ذوي صيب، فحذف ذوي لدلالة يجعلون أصابعهم على هذا المحذوف، وحذف لفظ مثل لدلالة قوله تعالى: {كَمَثَلِ الَّذِي اسْتَوْقَدَ نَارًا} [7] عليه، ونحوه: {فَبِمَا رَحْمَةٍ مِنَ اللَّهِ لِنْتَ لَهُمْ} [8].

[1] إطلاق المجاز على هذا النوع من طريق الاشتراك اللفظي فلفظ مجاز وضع وضعين أحدهما للكلمة المستعملة في غير ما وضعت لعلاقة وقرينة، وثانيهما للكلمة التي تغير حكم إعرابها الأصلي بحذف لفظ أو زيادته، وهذا النوع من المجاز يمكن رده إلى المجاز العقلي أو المجاز المرسل.
[2] سورة يوسف الآية: 82.
[3] للجزم بأن المقصود من الآية سؤال أهل القرية للاستشهاد بهم فيجيبون بما يصدق أو يكذب لا سؤالها هي؛ لأن الشاهد لا يكون جمادا، ويحتمل أن تكون القرية مجازا عن أهلها من إطلاق اسم المحل على الحال فلا يكون مما نحن فيه.
[4] سورة الشورى الآية: 11.
[5] سورة الأنفال الآية: 12.
[6] سورة البقرة الآية: 19.
[7] سورة البقرة الآية: 17.
[8] سورة آل عمران الآية: 159.
نام کتاب : علوم البلاغة البيان، المعاني، البديع نویسنده : المراغي، أحمد بن مصطفى    جلد : 1  صفحه : 290
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست