responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : علوم البلاغة البيان، المعاني، البديع نویسنده : المراغي، أحمد بن مصطفى    جلد : 1  صفحه : 117
المبحث الخامس: تعريف المسند إليه بالموصولية
...
المبحث الخامس: في تعريف المسند إليه بالموصولية
يعرف المسند إليه بالموصولية لدواع، منها:
1- عدم علم المخاطب بالأحوال المختصة به سوى الصلة، نحو: من دخل هذا الحصن استحق أكبر ألقاب الشرف.
2- التفخيم، أي: التهويل والتعظيم، نحو قوله تعالى: {فَغَشِيَهُمْ مِنَ الْيَمِّ مَا غَشِيَهُمْ} [3].
3- تنبيه المخاطب إلى خطئه، كقول عبدة بن الطبيب، من قصيدة يعظ فيها ابنه:
إن الذين ترونهم إخوانكم ... يشفي غليل صدورهم أن تصرعوا4
4- زيادة تقرير الغرض المسوق له الكلام، كقوله تعالى: {وَرَاوَدَتْهُ الَّتِي هُوَ فِي بَيْتِهَا عَنْ نَفْسِهِ} [5] فالغرض الذي سيق له الكلام نزاهة يوسف عليه السلام وبعده عن مظنة الريبة، وهذا التعبير أوضح في الدلالة على هذا الغرض مما لو قيل امرأة العزيز أو زليخا أو نحو ذلك؛ لأنه إذا امتنع عن الفحشاء ولم ينخدع مع كونه غلامها وفي بيتها مع كمال قدرتها عليه، كان ذلك غاية النزاهة ونهاية الطهارة وعليه قول أبي العلاء المعري:
أعباد المسيح يخاف صحبي ... ونحن عبيد من خلق المسيحا6
فقوله: عبيد من خلق المسيح أدل على تقرير غرضه وهو نفي خوف أصحابه من قوله: عبيد الله.
5- الإيمان والإشارة إلى نوع الخبر من مدح أو ذم أو عقاب أو غير ذلك فيتنبه الفطن من فاتحة الكلام إلى خاتمته، ويدرك ما تومئ إليه من المقاصد، كقوله تعالى: {إِنَّ الَّذِينَ يَسْتَكْبِرُونَ عَنْ عِبَادَتِي سَيَدْخُلُونَ جَهَنَّمَ دَاخِرِينَ} [7] ففي مضمون الصلة وهو الاستكبار عن العبادة، تلميح إلى أن الخبر المترتب عليه من جنس الإذلال والعقوبة.
قال السكاكي: ثم يتفرع على هذا اعتبارات لطيفة، فربما جعل ذريعة إلى التعريض بالتعظيم لشأن الخبر كقولك: الذي يرافقك يستحق الإجلال، والذي يفارقك يستحق الإذلال، وعليه قول الفرزدق:
إن الذي سمك السماء بنى لنا بيتا ... دعائمه أعز وأطول8

1 سورة البقرة الآية: 6.
2 صعاليك العرب فقراؤهم ومتلصصوهم، والمساورة المواثبة، والهم العزيمة والقصد، وأعرضت ظهرت، والهدان الأحمق الثقيل.
[3] سورة طه الآية: 78.
4 أن تصرعوا أي: تهلكوا أي: فمن تظنونهم إخوانكم يتمنون لك الهلاك والدمار فأنتم مخطئون في هذا الظن.
[5] سورة يوسف الآية: 23.
6 المراد إيخاف أصحاب المسلمين من عباد المسيح مع أننا عبيد الإله الذي خلق المسيح.
[7] داخرين صاغرين "سورة المؤمن".
8 سمك رفع، والبيت بيت العز والشرف قاله يفخر بقبيلته على قبيلة جرير.
نام کتاب : علوم البلاغة البيان، المعاني، البديع نویسنده : المراغي، أحمد بن مصطفى    جلد : 1  صفحه : 117
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست