responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : أسمى المطالب في سيرة أمير المؤمنين علي بن أبي طالب نویسنده : الصلابي، علي محمد    جلد : 1  صفحه : 379
للقاضي أن ينقض حكمًا أصدره قاض آخر، وقد كان هو - رضي الله عنه- كتب الكتاب بين أهل نجران وبين النبي - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - فكثروا في عهد عمر حتى خافهم على الناس، فوقع بينهم الاختلاف، فأتوا عمر، فسألوه البدل، فأبدلهم، ثم ندموا، ووضع عليهم شيئًا فأبوه، فاستقالوه، فأبى أن يقيلهم، فلما ولى على أتوه فقالوا: يا أمير المؤمنين شفاعتك بلسانك وخطك بيمينك، فقال على: ويحكم إن عمر كان رشيد الأمر [1] , ولن أرد قضاء قضى به عمر [2].

3 - الأهلية للقضاء: القضاء من الولايات العامة، ولذلك يشترط في القاضي ما يشترط فيمن تكون له ولاية عامة على المسلمين من العقل والبلوغ والإسلام، ويشترط في القاضي أن يكون عفيفًا عما في أيدي الناس، حليمًا لا تثيره الكلمة، ولا يغضبه التصرف النابي، عالمًا بأحكام الشريعة، وبناسخها ومنسوخها، فقد قال على بن أبي طالب لقاض: هل تعلم الناسخ من المنسوخ؟ قال: لا، قال: هلكت وأهلكت [3] , وإنما سأله على عن الناسخ والمنسوخ لأن معرفته ليس بالأمر السهل في ذلك العصر، ويشترط فيه أن يكون عالمًا بما قضى به القضاة السابقون، حتى لا يخرج عن خطهم في القضاء، حسمًا لفوضى الأحكام، وأن يكون متواضعًا لا يرى غضاضة في استشارة ذوى العلم والعقل الراجح، لأن هذه الشورى تبعده عن الخطأ في الأحكام، وأن يكون جريئًا في الحق لا يتأخر عن النطق بالحكم به، ولو أغضب ذوى السلطان، وقد جمع ذلك كله قول على رضي الله عنه: لا ينبغي أن يكون القاضي قاضيًا حتى تكون فيه خمس خصال: عفيف، حليم، عالم بما كان قبله، يستشير ذوى الألباب، لا يخاف في الله لومة لائم [4].

4 - مكان القضاء: على القاضي أن يختار مكان جلوسه بين المتخاصمين في وسط المدينة بحيث

[1] سنن البيهقى (10/ 120).
[2] المغنى (9/ 57).
[3] سنن البيهقى (10117).
[4] المغنى (9/ 43).
نام کتاب : أسمى المطالب في سيرة أمير المؤمنين علي بن أبي طالب نویسنده : الصلابي، علي محمد    جلد : 1  صفحه : 379
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست