responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : أسمى المطالب في سيرة أمير المؤمنين علي بن أبي طالب نویسنده : الصلابي، علي محمد    جلد : 1  صفحه : 336
يستقون من كتاب الله وسنة رسوله، فهو يستمع إلى الشعراء ينشدون بين يديه ما يطلب له أن يسمعه من صادق القول ورفيع المعاني، وكان يعطي على الشعر إذا استساغه وأعجبه، كما مر معنا عندما قال الأعرابي:
كسوتني حُلة تبلى محاسنها فسوف ... أكسوك من حسن الثنا حُللا (1)
ولعليًّ آراء نقدية راقية في الشعر، ما زالت معايير يعتمدها النقاد في عصرنا الحاضر، فهو يقول: الشعر ميزان القول [2] , أي أن للشعر خصائص فنية يعرف بها صحيح القول من سقيمة في مقاييس أهل هذا الفن الكلامي، وإن خالف في أغراضه قيم قوم آخرين [3] , وأما أمير المؤمنين الشاعر، فقد اختلف في كثير مما ينسب إليه من شعر، وهذا الاختلاف لا يقلل من شاعريته المتمثلة فيما رجحت نسبته إليه ولا يقدم ولا يؤخر في إمامته اللغوية والأدبية، ولكن يبدو للباحث أن الشعر لم يكن غاية عنده، كما أن سيرته السياسية وما رافقها من أحداث جسام لم تكن لتسمح له بالالتفات إلى صناعة الشعر وروايته، واصطياد المعاني الجميلة واختيار القوافي الرنانة المؤثرة، ومع ذلك فقد اشتهر له شعر كثير، ونسب إليه ديوان شعر يشتمل على العديد من القصائد والمقطوعات، فيه الكثير من الأقوال المرتجلة والآراء السديدة السامية، وكان أول من شكك في نسبة بعض القصائد إليه ابن هشام، فقد روى أن عليًا كان يرتجز في أثناء بناء مسجد الرسول في المدينة:
لا يستوي من يعمر المسجدا ... يدأب فيه قائمًا وقاعدًا

ومن يُرى عن الغبار حائدًا (4)
ويعقب ابن هشام قائلاً: سألت غير واحد من أهل العلم بالشعر عن هذا

(1) العمدة لابن رشيق (1/ 16).
[2] المصدر السابق (1/ 14).
[3] الأدب في الإسلام، نايف معروف، ص (192).
(4) سيرة ابن هشام (1/ 497).
نام کتاب : أسمى المطالب في سيرة أمير المؤمنين علي بن أبي طالب نویسنده : الصلابي، علي محمد    جلد : 1  صفحه : 336
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست