responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : أسمى المطالب في سيرة أمير المؤمنين علي بن أبي طالب نویسنده : الصلابي، علي محمد    جلد : 1  صفحه : 320
إلا يوم أن تخلف المسلمون، وضعفت هممهم، في عصور الانحطاط العلمي، والجمود الفكري، يوم أن حولوا نور الرسالة المحمدية، التي استطاعت في الأربعين سنة الأولى من عمرها أن تجعل أهل الأرض من فارس إلى المغرب يدينون بها، حولوا هذه الرسالة الحضارية المشرقة إلى دروشة وخمول، وبطالة وتعلق بالأوهام، وقصروا هممهم على أمور ما كان سلفنا الصالح، الذي ملأ الدنيا علمًا وعملاً صالحًا يقف عندها، ولا يلتفت إليها، ألا يجدر بنا أن نسأل أنفسنا: هل وجد شيء من هذا على عهد الصحابة فعلوه لقبر الرسول - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ -، وهو أفضل قبر على وجه الأرض؟! أو لقبورهم، وهم أفضل أمته، أو وجد شيء منه حتى في عهد الأئمة الذين يقتدي بهم، كمالك والشافعي وأبي حنيفة وأحمد رحمهم الله؟!
أليس عدم وجود شيء من ذلك عندهم دليلاً على أن ما يجرى لا صلة له بالدين، ولا بالعبادة، ولا بالولاية؟! وإنما هي مظاهر التخلف والجهل، استغلها من لهم مصلحة باسم الدين، أيا كانت المصلحة، لتخدير العامة والاستيلاء على عقولهم، وجيوبهم، وأكل أموالهم وشدهم إلى الوراء، لقد ظل الإسلام قرونًا عديدة بتزعم العالم قوة ومعرفة، وحضارة، وتشريعًا، وأخلاقًا، ورحمة بالإنسانية، وتطلعًا إلى الابتكار، ومعالي الأمور، ذلك كان حال المسلمين يوم أن كان تعلقهم بحقيقة الإسلام فلما أعرضوا عن ذلك، واستبدلوا مفاهيم مغلوطة- تعتمد على التواكل والبطالة والدروشة والتعلق بالغيبيات التي لم يقم عليها دليل، ولم يأمرنا الله بها - بما عندهم من العلم والهداية، وسموا كل ذلك (بركة)، تسمية للشيء بضده، وأحرى بمن يعرض عن الهداية وأسبهابها أن يكون من الضالين، وعن البركة
من المبعدين [1].

د- الحملات الاستعمارية وإقامة الأضرحة: كان للحملات الغربية الاستعمارية مواقف في تشجيع المسلمين أن ينحوا هذا المنحي ليبتعدوا عن جوهر الدين، ذكرت صحيفة التايمز الإنجليزية قول أحد

[1] الغلو في الدين، للغريانى (105).
نام کتاب : أسمى المطالب في سيرة أمير المؤمنين علي بن أبي طالب نویسنده : الصلابي، علي محمد    جلد : 1  صفحه : 320
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست