responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : أسمى المطالب في سيرة أمير المؤمنين علي بن أبي طالب نویسنده : الصلابي، علي محمد    جلد : 1  صفحه : 302
الاستعداد الاستبداد [1] , وقوله: رأى الشيخ خير من مشهد الغلام (2)
, ومما أوصى به أمير المؤمنين علىّ مالك بن الحارث الأشتر حين بعثه إلى مصر في الشورى قوله: لا تدخلن في مشورتك بخيلاً فيعدل بك عن الفضل ويعدك الفقر، ولا جبانًا فيضعفك عن الأمور، ولا حريصًا فيزين لك الشره بالجور، فإن البخل والجبن والحرص غرائز شتى يجمعها سوء الظن بالله [3] , وكان على رضي الله عنه يعلم أن الحاكم إن لم يكن له مستشارون فلا يعلم محاسن دولته ولا عيوبها، وسوف يغيب عنه الكثير من شئون الدولة وقضايا الحكم، وكان يعلم أن الشورى تعرفه ما يجهله، وتضع أصابعه على ما لا يعرفه، وتزيل شكوكه في كل الأمور التي يقدم عليها، فها هو يقول للأشتر النخعي عندما ولاه مصر: انظر في أمور عمالك الذين تستعملهم، فليكن استعمالك إياهم اختيارًا ولا يكن محاباة ولا إيثارًا، فإن الأثرة بالأعمال- أي الاستبداد بلا مشورة - والمحاباة بها جماع من شعب الجور والخيانة لله، وإدخال الضرر على الناس، وليست تصلح أمور الناس، ولا أمور الولاة إلا بإصلاح من يستعينون به على أمورهم، ويختارونه لكفاية ما غاب عنهم، فاصطف لولاية أعمالك أهل الورع والعفة والعلم والسياسة والصق بذوى التجربة والعقول والحياء من أهل البيوتات الصالحة وأهل الدين والورع، فإنهم أكرم أخلاقًا وأشد لأنفسهم صونًا وإصلاحًا وأقل في المطامع إسرافًا، وأحسن في عواقب الأمور نظرًا من غيرهم، فليكونوا عمالك وأعوانك [4].

الثاني عشر: العدل والمساواة:
إن من أهداف الحكم الإسلامي الحرص على إقامة قواعد النظام الإسلامي التي تساهم في إقامة المجتمع المسلم، ومن أهم هذه القواعد العدل والمساواة، وقد قام

[1] نهاية الأرب (6/ 69) نقلا عن الإدارة العسكرية (1/ 279).
(2) المصدر نفسه (6/ 75)، المصدر نفسه (1/ 279) ..
[3] الإدارة العسكرية في الدولة الإسلامية (1/ 279).
[4] نهاية الأرب (6/ 21)، فن الحكم الإسلامي، ص (151)، الشورى بين الأصالة والمعاصرة، عز الدين التيمى، ص (102).
نام کتاب : أسمى المطالب في سيرة أمير المؤمنين علي بن أبي طالب نویسنده : الصلابي، علي محمد    جلد : 1  صفحه : 302
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست