responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : أسمى المطالب في سيرة أمير المؤمنين علي بن أبي طالب نویسنده : الصلابي، علي محمد    جلد : 1  صفحه : 216
والعباس، وذكر رجالاً، فخلا بكل واحد منهم في المسجد، ثم دعا أبا الأعور «سعيد بن زيد» فقال له عثمان: لم كرهت- يا أبا الأعور - من بعثة الجيوش إلى إفريقية؟ فقال له: سمعت «عمر» يقول: لا أغزيها أحدًا من المسلمين ما حملت عيناي الماء فلا أرى لك خلاف عمر، فقال له عثمان: والله ما نخافهم وإنهم لراضون أن يقروا في مواضعهم، فلا يغزون، فلم يختلف عليه أحد ممن شاوره غيره، ثم خطب الناس، وندبهم إلى الغزو، إلى إفريقية، فخرج بعض الصحابة منهم عبد الله بن الزبير، وأبو ذر الغفاري [1].

3 - رأي على في جمع عثمان الناس على قراءة واحدة: جمع عثمان رضي الله عنه المهاجرين والأنصار وشاورهم في الأمر، وفيهم أعيان الصحابة وفي طليعتهم على بن أبي طالب رضي الله عنه، وعرض عثمان رضي الله عنه هذه المعضلة على صفوة الأمة وقادتها الهادين المهديين، ودارسهم أمرها ودارسوه، وناقشهم فيها وناقشوه، حتى عرف رأيهم وعرفوا رأيه، وظهر الناس في أرجاء الأرض ما انعقد عليه إجماعهم، فلم يعرف قط يومئذ لهم مخالف، ولا عرف عند أحد نكير، وليس شأن القرآن الذي يخفي على آحاد الأمة فضلاً عن علمائها وأئمتها البارزين [2] أن عثمان - رضي الله عنه- لم يبتدع في جمعه للمصحف، بل سبقه إلى ذلك أبو بكر الصديق - رضي الله عنه - كما أنه لم يضع ذلك من قبل نفسه إنما فعله عن مشورة للصحابة، رضي الله عنهم، وأعجبهم هذا الفعل وقالوا: نعم ما رأيت، وقالوا أيضًا: قد أحسن - أي في فعله في المصاحف [3] , وقد أدرك مصعب بن سعد صحابة النبي - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - حين مشق [4] عثمان المصاحف فرآهم قد أعجبوا بهذا الفعل منه [5] , وكان على رضي الله عنه ينهي من يعيب على عثمان - رضي الله عنه - بذلك ويقول: يا أيها

[1] رياض النفوس (1/ 8 - 9) الجهاد والقتال، هيكل (1/ 556).
[2] عثمان بن عفان، صادق عرجون، ص (175).
[3] فتنة مقتل عثمان (1/ 78).
[4] مشق: أحرق (لسان العرب 10/ 344).
[5] التاريخ الصغير للبخاري (1/ 94) إسناده حسن لغيره.
نام کتاب : أسمى المطالب في سيرة أمير المؤمنين علي بن أبي طالب نویسنده : الصلابي، علي محمد    جلد : 1  صفحه : 216
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست