responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : أمير المؤمنين الحسن بن علي بن أبي طالب نویسنده : الصلابي، علي محمد    جلد : 1  صفحه : 415
إلى ما كانت عليه، فمن نتائج الصلح تحقيق هذا المقصد الشرعى العظيم، فالوحدة بين المسلمين على كتاب الله وسنة رسوله لها ثمار طيبة فى دنيا المسلمين، فلو استوعبت الأمة عمومًا وقيادتها خصوصًا هذا المقصد العظيم وطبقته فى حماتها لكان حالها فى صعود وارتقاء.

ثالثًا: تفرغ الدولة للخوارج:
من نتائج الصلح تفرغ الدولة الإسلامية للخوارج، فقد استطاع معاوية أن يضعف من شوكتهم وقوتهم، وتصدى لحركة فروة بن نوفل الأشجعى، وحركة المستورد بن عُلف التيمى، وحركة حيان بن ظبيان السلمى، وهذه الحركات ظهرت فى الكوفة [1]، وأما حركة يزيد الباهلى وسهم الهجيمى، وحركة قريب الأزدى وزحاف الطائى، وغيرهم فكانت بالبصرة [2]. ولسنا فى محل تفصيل هذا الصراع بين الدولة الإسلامية والخوارج، ولكننا فى محل تقرير نتيجة طبيعية من نتائج الصلح، وهى التضييق والتصدى للخوارج، ولذلك اتسمت حركة الخوارج فى عهد معاوية رضى الله عنه بالعشوائية والارتجال وقلة التنظيم، وكانت أشبه ما يكون بعمليات انتحار جماعى، لأنهم يخرجون بفئات قليلة لا تلبث أن تستأصل، افتقارهم إلى قيادة واعية ومحنكة تستطيع استثمار شجاعتهم وفروسيتهم لتحقيق أهدافهم، تكرارهم لأخطاء بعضهم وعدم استفادة كل حركة من تجربة سابقتها، استبعادهم لأسلوب الحوار والمناظرة فى دعوتهم، ومحاولة فرض فكرهم على المجتمع المسلم بالقوة، اختلاط الدوافع الدينية التى دعتهم للخروج -بزعمهم- مع دوافع العصبية الجاهلية فى حركاتهم، والمتمثلة بخروج بعضهم ثأرًا لمن قتل من أصحابهم، شعورهم بالغربة داخل المجتمع المسلم، ونفورهم منه، واقتناعهم أن قتال أهل القبلة أولى من جهاد الكفار، عدم بحثهم عن أرض جديدة لنشر دعوتهم، واقتصارهم على بعض مدن العراق، وخاصة الكوفة والبصرة [3]، فمن نتائج الصلح الملموسة التضييق على حركة الخوارج.

[1] مرويات خلافة معاوية فى تاريخ الطبرى، ص (196، 197).
[2] المصدر نفسه، ص (197 - 208).
[3] مرويات خلافة معاوية، ص (209، 210).
نام کتاب : أمير المؤمنين الحسن بن علي بن أبي طالب نویسنده : الصلابي، علي محمد    جلد : 1  صفحه : 415
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست