responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : أمير المؤمنين الحسن بن علي بن أبي طالب نویسنده : الصلابي، علي محمد    جلد : 1  صفحه : 243
6 ـ تواضعه:
مرّ الحسن بن علي رضي الله عنه على جماعة من الفقراء قد وضعوا على وجه الأرض كسيرات من الخبز كانوا قد التقطوها من الطريق، وهم يأكلون منها فدعوه إلى مشاركتهم فأجابهم إلى ذلك وهو يقول: إن الله لا يحب المتكبرين. ولما فرغ من تناول الطعام دعاهم إلى ضيافته، فأطعمهم وكسَاهم وأغدق عليهم من إحسانه [1]، ومن مواقف تواضعه، أنه مرّ على صبيان يتناولون الطعام فدعوه لمشاركتهم، فأجابهم إلى ذلك ثم حملهم إلى منزله فمنحهم ببره ومعروفه وقال: اليد لهم لأنهم لم يجدوا غير ما أطعموني ونحن نجد مما أعطيناهم [2]، فصفة التواضع من صفات عباد الرحمن، قال الله تعالى وتبارك: ((وَعِبَادُ الرَّحْمَنِ الَّذِينَ يَمْشُونَ عَلَى الْأَرْضِ هَوْنًا)) (الفرقان، الآية: 63)، والتواضع علامة من علامات حب الله للعبد، قال تعالى: ((يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا مَنْ يَرْتَدَّ مِنْكُمْ عَنْ دِينِهِ فَسَوْفَ يَأْتِي اللَّهُ بِقَوْمٍ يُحِبُّهُمْ وَيُحِبُّونَهُ أَذِلَّةٍ عَلَى الْمُؤْمِنِينَ أَعِزَّةٍ عَلَى الْكَافِرِينَ يُجَاهِدُونَ فِي سَبِيلِ اللَّهِ وَلَا يَخَافُونَ لَوْمَةَ لَائِمٍ ذَلِكَ فَضْلُ اللَّهِ يُؤْتِيهِ مَنْ يَشَاءُ وَاللَّهُ وَاسِعٌ عَلِيم)) (المائدة، الآية: 54) فمن سيرة الحسن بن علي رضي الله عنه نتعلم صفة التواضع قال الشاعر:
تواضع كالنجم لاح [3] لناظر ... على صفحات الماء وهو رفيع
ولأنك كالدخان يعلو بنفسه ... على طبقات الجو وهو وضيع (4)

7 ـ سيادته:
ولقد أعلن رسول الله صلى الله عليه وسلم مكانة هذا الإمام وسيادته وجلالة قدره، على مرأى ومسمع من الناس في غير مرة، وقد تواترت الروايات بقوله صلى الله عليه وسلم عن الحسن، إن ابني هذا سيد، قال ابن عبد البر: وتواترت الآثار الصحاح عن النبي صلى الله عليه وسلم أنه قال في الحسن بن علي: إن ابني هذا سيد وعسى الله أن يبقيه حتى يصلح بين فئتين

[1] حياة الإمام الحسن بن علي (1/ 291).
[2] صلاح الأمة في علو الهمة (5/ 437).
[3] الأخلاق بين الطبع والتطبع صـ 128: لاح: ظهر وبرز.
(4) المصدر نفسه صـ 128.
نام کتاب : أمير المؤمنين الحسن بن علي بن أبي طالب نویسنده : الصلابي، علي محمد    جلد : 1  صفحه : 243
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست