responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : الانشراح ورفع الضيق في سيرة أبي بكر الصديق نویسنده : الصلابي، علي محمد    جلد : 1  صفحه : 355
وصابر، واعلم أنك لا تخطو خطوة ولا تنفق نفقة ولا يصيبك ظمأ ولا نصب ولا مخمصة في سبيل الله إلا كتب الله به عملاً صالحًا، إن الله لا يضيع أجر المحسنين.
فقال هاشم: إن يرد الله بي خيرًا يجعلني كذلك وأنا أفعل ولا قوة إلا بالله، وأنا أرجو إن أنا لم أقتل أن أَقْتل ثم أُقْتَل إن شاء الله، فقال له عمه سعد بن أبي وقاص - رضي الله عنه -: يا ابن أخي، لا تطعنن طعنة، ولا تضربن ضربة إلا وأنت تريد بها وجه الله، واعلم أنك خارج من الدنيا رشيدًا وراجع إلى الله قريبًا، ولن يصحبك من الدنيا إلى الآخرة إلا قدم صدق قدمته أو عمل صالح أسلفته، فقال: أي عم، لا تخافن مني غير هذا، إني إذا لمن الخاسرين إن جعلت حلي وارتحالي وغدوي ورواحي وسيفي وطعني برمحي وضربي بسيفي رياء للناس. ثم خرج من عند أبي بكر - رضي الله عنه - فلزم طريق أبي عبيدة، حتى قدم عليه فتباشر بمقدمه المسلمون وسرُّوا به [1].

خروج سعيد بن عامر إلى الشام:
وبعد ذهاب هاشم بن عتبة بمدة أمر أبو بكر بلالاً فنادى في الناس ألا انتدبوا أيها المسلمون مع سعيد بن عامر بن حذيم إلى الشام فانتدب معه سبعمائة رجل في أيام يسيرة، فلما أراد سعيد بن عامر الشخوص بالناس أتى بلال أبا بكر، فقال: يا خليفة رسول الله، إن كنت إنما أعتقتني لأقيم معك وتمنعني مما أرجو لنفسي فيه الخير أقمت معك, وإن كنت إنما أعتقتني لله لأملك نفسي وأضرب فيما ينفعني فخلِّ سبيلي حتى أجاهد في سبيل ربي؛ فإن الجهاد أحب إليَّ من المقام. فقال له أبو بكر: أما إذا كان هواك في الجهاد فلم أكن لآمرك بالمقام، إنما كنت أريدك للأذان وإني لأجد لفراقك وحشة يا بلال، فما بد من التفرق, فرقة لا لقاء بعدها أبدًا حتى يوم البعث، فاعمل عملاً صالحًا يا بلال يكن زادك من الدنيا ويذكرك الله به ما حييت، ويحسن لك به الثواب إذا توفيت. فقال بلال: جزاك الله من ولي نعمة وأخ في الإسلام خيرًا، فوالله ما أمرك لنا بالصبر على طاعة الله والمداومة على الحق والعمل الصالح ببدع، وما أريد أؤذن لأحد بعد رسول الله - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ -. ثم خرج بلال مع سعيد بن عامر بن حذيم، وكان أبو بكر قد أمر سعيد بن عامر أن يسير حتى يلحق بيزيد بن أبي سفيان فسار حتى لحقه فشهد معه وقعة العَرَبة والداثنة [2].

[1] فتوح الشام للأزدي: ص 33 - 35.
[2] نفس المصدر السابق: ص 35 - 38 بتصرف.
نام کتاب : الانشراح ورفع الضيق في سيرة أبي بكر الصديق نویسنده : الصلابي، علي محمد    جلد : 1  صفحه : 355
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست