responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : الانشراح ورفع الضيق في سيرة أبي بكر الصديق نویسنده : الصلابي، علي محمد    جلد : 1  صفحه : 333
غسان مع بلال بن الحرث المزني إلى الصديق، ثم سار خالد وأبو عبيدة ومرثد وشرحبيل إلى عمرو بن العاص، وقد قصده الروم بأرض العربا من المعور، فكانت واقعة أجنادين [1].
وهكذا نجح خالد بن الوليد في الوصول إلى الشام لمساندة الجيوش الإسلامية بعد مغامرة ومباغتة فذة في التاريخ العسكري الإنساني، يقول اللواء محمود شيت خطاب عن ذلك: « ... وعبور خالد للصحراء من الطريق الخطر مباغتة فذة في التاريخ العسكري لا أعرف لها مثيلاً، ولست أعتقد أن عبور هانيبال للألب، وعبور نابليون للألب أيضًا، ولا تفويز نابليون من صحراء سيناء، أو قطع الجيش البريطاني لهذه الصحراء في الحرب العالمية الأولى، يمكن أن تعتبر شيئًا إلى جانب مغامرة خالد؛ لأن عبور الجبال أسهل بكثير من عبور الصحراء؛ لتيسر الماء في الجبال وعدم تيسره في الصحراء؛ ولأن صحراء سيناء فيها كثير من الآبار والأماكن المأهولة وعدم تيسر ذلك في الصحراء التي قطعها خالد، فكان نجاح خالد في عبور الصحراء مباغتة كاملة للروم لم يكونوا يتوقعونها بتاتًا [2]، مما جعل حاميات المدن والمواقع التي صادفته في طريقه بين العراق وأرض الشام تستسلم لقوته بعد قتال طفيف أو بدون قتال؛ لأنها لم تكن تتوقع أبدًا أن تلاقي قوة جسيمة من المسلمين تظهر عليهم من هذا الاتجاه في هذا الوقت بالذات [3].
لقد تأثر القادة العسكريون على مر التاريخ وتوالي الأزمان بالعبقرية العسكرية الخالدية حتى قال عنه الجنرال الألماني «فون درغولتيس» مؤلف كتاب «الأمة المسلحة»، قائد إحدى الجبهات التركية الألمانية خلال الحرب العالمية الأولى: «إنه أستاذي في فن الحرب» [4].

2 - خبر المثنى بن حارثة بالعراق بعد ذهاب خالد:
كان المثنى شجاعًا مقدامًا شهمًا غيورًا، وكان ميمون النقيبة حسن الرأي، وكان راسخ العقيدة قوي الإيمان شديد الثقة بالله، بعيد النظر، يؤثر المصلحة العامة على مصلحته

[1] البداية والنهاية: 7/ 6، 7.
[2] قادة فتح العراق والجزيرة: ص 193، نقلا عن الحرب النفسية: 2/ 163.
[3] الحرب النفسية، د: أحمد نوفل: 2/ 162.
[4] معارك خالد بن الوليد ضد الفرس: ص 167.
نام کتاب : الانشراح ورفع الضيق في سيرة أبي بكر الصديق نویسنده : الصلابي، علي محمد    جلد : 1  صفحه : 333
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست