responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : الانشراح ورفع الضيق في سيرة أبي بكر الصديق نویسنده : الصلابي، علي محمد    جلد : 1  صفحه : 257
فهذا موقف يذكر في الثبات على الحق لهؤلاء المسلمين الذين حصرهم الأعداء في (جواثا) حتى كادوا يهلكون من الجوع، وفي الأبيات المذكورة في الرواية التي قالها عبد الله بن حذف دليل على عمق إيمان هؤلاء المحصورين وقوة توكلهم على الله تعالى وثقتهم بنصره [1].
بعث الصديق بجيش إلى البحرين بقيادة العلاء بن الحضرمي، فلما دنا من البحرين انضم إليه ثمامة بن أثال في محفل كبير من قومه بني سحيم، واستنهض المسلمين في تلك الأنحاء، وأمد الجارود بن المعلى العلاءَ برجال من قومه فاجتمع إليه جيش كبير قاتل به المرتدين ونصر الله به المؤمنين، وكان ممن آزر العلاء لقمع فتنة البحرين قيس بن عاصم المنقري وعقيق بن المنذر والمثنى بن حارثة الشيباني [2].

كرامة للعلاء بن الحضرمي:
كان العلاء من سادات الصحابة العلماء العُبَّاد مجابي الدعوة، اتفق له في هذه الغزوة أنه نزل منزلاً [3]، فلم يستقر الناس على الأرض حتى نفرت الإبل بما عليها من زاد الجيش وخيامهم وشرابهم، وبقوا على الأرض ليس معهم شيء سوى ثيابهم وذلك ليلاً ولم يقدروا منها على بعير واحد، فركب الناس من الهم والغم ما لا يحد ولا يوصف، وجعل بعضهم يوصي إلى بعض، فنادى العلاء فاجتمع الناس إليه، فقال: أيها الناس ألستم المسلمين؟ ألستم في سبيل الله؟ ألستم أنصار الله؟ قالوا: بلى، قال: فأبشروا فو الله لا يخذل الله من كان في مثل حالكم، ونودي لصلاة الصبح حين طلع الفجر فصلي الناس، فلما قضي الصلاة جثا على ركبتيه وجثا الناس ونصب في الدعاء ورفع يديه، وفعل الناس مثله حتى طلعت الشمس وجعل الناس ينظرون إلى سراب الشمس يلمع مرة بعد أخرى، وهو يجتهد في الدعاء ويكرره، فلما بلغ الثالثة إذا قد خلق الله إلى جانبهم غديرًا عظيمًا من الماء القراح، فمشى ومشى الناس إليه فشربوا واغتسلوا، فما تعالى النهار حتى أقبلت الإبل من كل فج بما عليها، لم يفقد الناس من أمتعتهم سِلْكا،

[1] التاريخ الإسلامي للحميدي: 9/ 98.
[2] الثابتون على الإسلام: ص 63.
[3] في طبقات ابن سعد: 4/ 363، حدد منزله بالدهناء وهي صحراء رملية بين نجد والأحساء.
نام کتاب : الانشراح ورفع الضيق في سيرة أبي بكر الصديق نویسنده : الصلابي، علي محمد    جلد : 1  صفحه : 257
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست