responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : الانشراح ورفع الضيق في سيرة أبي بكر الصديق نویسنده : الصلابي، علي محمد    جلد : 1  صفحه : 107
ولذلك حرص الصديق على حسن الصلة بالله وكثرة الدعاء. كما أن الدعاء من أعظم وأقوى عوامل النصر على الأعداء، قال تعالى: {وَقَالَ رَبُّكُمْ ادْعُونِي أَسْتَجِبْ لَكُمْ إِنَّ الَّذِينَ يَسْتَكْبِرُونَ عَنْ عِبَادَتِي سَيَدْخُلُونَ جَهَنَّمَ دَاخِرِينَ} [غافر: 60]، وقال تعالى: {وَإِذَا سَأَلَكَ عِبَادِي عَنِّي فَإِنِّي قَرِيبٌ أُجِيبُ دَعْوَةَ الدَّاعِ إِذَا دَعَانِ فَلْيَسْتَجِيبُوا لِي وَلْيُؤْمِنُوا بِي لَعَلَّهُمْ يَرْشُدُونَ"
[البقرة: 186].
ولقد لازم الصديق رسولَ الله - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - ورأى كيف كان رسول الله يستغيث بالله ويستنصره ويطلب المدد منه، وقد حرص الصديق على أن يتعلم هذه العبادة من رسول الله - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ -، وأن يكون دعاؤه وتسبيحه على الصيغة التي يأمر بها رسول الله - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ -، ويرتضيها؛ إذ ليس للمسلم أن يفضل على الصيغة المأثورة في الدعاء والتسبيح والصلاة على النبي - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - صيغًا أخرى، مهما كانت في ظاهرها حسنة اللفظ جيدة المعنى؛ لأن رسول الله - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - هو معلم الخير، والهادي إلى الصراط المستقيم، وهو أعرف بالأفضل والأكمل. [1] وقد جاء في الصحيحين أن أبا بكر الصديق - رضي الله عنه - قال: يا رسول الله، علمني دعاءً أدعو به في صلاتي، قال: «قل: اللهم إني ظلمت نفسي ظلمًا كثيرًا ولا يغفر الذنوب إلا أنت فاغفر لي مغفرة من عندك، وارحمني إنك أنت الغفور الرحيم» [2].
ففي هذا الدعاء وصف العبد لنفسه المقتضى حاجته إلى المغفرة، وفيه وصف ربه الذي يوجب أنه لا يقدر على هذا المطلوب غيره، وفيه التصريح بسؤال العبد لمطلوبه، وفيه بيان المقتضي للإجابة، وهو وصف الرب بالمغفرة والرحمة، فهذا ونحوه أكمل أنواع الطلب [3].
وجاء في السنن عن أبي بكر - رضي الله عنه - قال: يا رسول الله، علمني دعاء أدعو به إذا أصبحت وإذا أمسيت، فقال: «قل: اللهم فاطر السماوات والأرض، عالم الغيب والشهادة، رب كل شيء ومليكه، أشهد أن لا إله إلا أنت، أعوذ بك من شر نفسي، ومن شر الشيطان وشَرَكِه، وأن أقترف على نفسي سوءًا أو أجره إلى مسلم، قله إذا أصبحت وإذا أمسيت وإذا أخذت مضجعك». (4)

[1] أبو بكر الصديق، لعلي طنطاوي: 207.
[2] مسلم، الذكر والدعاء، رقم: 2705. البخاري، رقم: 843.
[3] الفتاوى: 9/ 146.
(4) أبو داود في الأدب، رقم: 5067. الترمذي في الدعوات، رقم: 3529.
نام کتاب : الانشراح ورفع الضيق في سيرة أبي بكر الصديق نویسنده : الصلابي، علي محمد    جلد : 1  صفحه : 107
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست