responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : الدولة الأموية عوامل الازدهار وتداعيات الانهيار نویسنده : الصلابي، علي محمد    جلد : 1  صفحه : 649
[3] ـ معارضة بعض العلماء لثورة ابن الأشعث:
كان هناك عدد من العلماء عارضوها أو اعتزلوها ولم يروا المشاركة فيها، ومن أبرز هؤلاء أبو الشعثاء جابر بن زيد الأزدي [1]، فهو من الذين لم يشاركوا في هذه الثورة، وأبو قلابة الجرمي، فلم يشارك وكان يعتب على غيره ممن شارك [2]، ومنهم إبراهيم النخعي، فلم يشارك وكان يعيب على سعيد بن جبير مشاركته فيها [3]، وقد قيل له أين كنت يوم الزاوية؟ قال: في بيتي. قالوا: فأين كنت يوم الجماجم؟ قال: في بيتي. قالوا: فإن علقمة شهد صفين مع علي، فقال: بخ بخ من لنا مثل علي بن أبي طالب ورجاله [4]، وممن لم يشارك في حركة ابن الأشعث أيوب السحتياني، فروي عنه أنه يقول في العلماء الذين خرجوا مع ابن الأشعث لا أعلم أحداً منهم قتل إلا رغب له عن مصرعه، أو نجا إلا ندم على ما كان منه [5]، ومنهم طلق بن حبيب، فكان معتزلاً الفتنة وكان يقول: اتقوها بالتقوى [6]، ومنهم مطرف بن عبد الله الشخير فقد امتنع عن المشاركة في هذه الفتنة، وحين جاءه ناس يدعونه للمشاركة امتنع، فلما أكثروا عليه قال: أرأيتم هذا الذي تدعوني إليه، هل يزيد على أن يكون جهاداً في سبيل الله؟ قالوا: لا. قال: فإني لا أخاطر بين هلكة أقع فيها وبين فضل أصيبه [7]، ومنهم مجاهد بن جبر. فإنه لم يشارك وحين دعي للمشاركة قال لمن دعاه: عده بابا من أبواب الخير تخلفت عنه [8]، ومنهم خيثمة بن عبد الرحمن الجعفي ومحمد بن سيرين فقد ورد ذكرهما مع الذين لم يشاركوا في فتنة ابن الأشعث [9].

4 ـ موقف الحسن البصري من ثورة ابن الأشعث:
يعد الحسن البصري واحداً من أولئك العلماء الذين اعتزلوا القرب من الولاة والأمراء وابتعدوا عن المناصب ورغبوا عن وجاهتها، فقد كان ينهي العلماء عن طرق أبواب الأمراء والتزلف لهم، لأن في ذلك إهانة للعلم وحطا من قدر العلماء ومكانتهم [10]، وبقي الحسن معتزلاً القرب من الولاة بعيداً عن تولي مناصبهم حتى توفي ـ رحمه الله ـ. إلا أن ذلك لم يكن سبباً في انزوائه عما يجري في عصره من أحداث سياسية بل كان، علماً بارزاً يهتدي كثير من الناس ـ بتوجيهاته المفيدة وآرائه السديدة، لاسيما في أوقات الفتن وفترات الخلاف لذا قال فيه

[1] سير أعلام النبلاء (4/ 482).
[2] المصدر نفسه (4/ 513).
[3] الطبقات (6/ 266) أثر العلماء صـ559.
[4] سير أعلام النبلاء (4/ 526).
[5] سير أعلام النبلاء (4/ 513).
[6] سير أعلام النبلاء (4/ 601) الحلية (3/ 64).
[7] المعرفة والتاريخ للنسوي (1/ 711) أثر العلماء صـ560.
[8] أثر العلماء في الحياة السياسية صـ561.
[9] المصدر نفسه صـ561.
[10] المصدر نفسه صـ338.
نام کتاب : الدولة الأموية عوامل الازدهار وتداعيات الانهيار نویسنده : الصلابي، علي محمد    جلد : 1  صفحه : 649
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست