responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : الدولة الأموية عوامل الازدهار وتداعيات الانهيار نویسنده : الصلابي، علي محمد    جلد : 1  صفحه : 635
في علي رضي الله عنه وأدركته حمية لقرابته من علي رضي الله عنه ووضع عليه العيون وشعر عمران في علي قوله:
يا ضربة من تقيِّ ما أراد بها ... إلا ليبلغ من ذي العرش رضوانا
إنِّي لأذكره حيناً فأحسبه ... أو في البرية عند الله ميزانا
أكرم بقوم بطون الطير قبرهم ... لم يخلطوا دينهم بغياً وعدوانا (1)

وعندما علم عمران بطلب عبد الملك له هرب إلى الجزيرة ثم لحق بعمان فأكرموه [2] وقال شعراً في روح بن زنباع لما فارقه حيث قال:
يا روح كم من كريم قد نزلت به ... قد ظنّ ظنّك من لخم وغسان
حتى إذا خفته زايلت منزله ... من بعد ما قيل: عمران بن حطان
قد كنت ضيفَكَ حولاً ما تُروّعُني ... فيه طوارق من إنس ولا جان
حتى أَردْتَ بي العظمى فأوحشني ... ما يوحش الناس من خوف ابن مروان
لو كنت مستغفراً يوماً لطاغية ... كنت المقدَّم في سرِّ وإعلان
لكن أَبت لي آيات مُفصَّلةٌ ... عقد الولاية في ((طه)) و ((عمران)) (3)

فهو في ثنائه على ابن زنباع لم يبح لنفسه أن يستغفر له، لأنه ليس في رأيه ممن يستحقون المغفرة، فهو طاغية وكافر، على طريقة أكثر الخوارج في تكفير مخالفيهم [4]،وكان من فحول الشعراء وقد شهد له بذلك الفرذق، فقد وقف عمران بن حطان ذات يوم على الفرذدق وهو ينشد الناس فقال له:
أيها السائل ليُعطي ... إن لله ما بأيدي العباد
فسل الله ما طلبت إليهم ... وارج فضل المقسّم العواد
لا تقل للئيم ما ليس فيه ... وتسمّي البخيل باسم الجواد (5)

وجاء في رواية أن الفرزدق قال: الحمد لله الذي شغل عنا هذا ببدعته ولولا ذلك للقينا منه [6] عنتاً، ومن شعر عمران في الزهد في الدنيا والتزود للآخرة، فعن قتادة قال لقيني عمران بن حطان، فقال يا أعمى، أحفظ عني هذه الأبيات:
حتى متى تُسقى النُّفوس بكأسها ... ريب المنون وأنت لاه ترتع
أفقد رضيت بأن تُعللَّ بالمُنى ... وإلى المنيَّة كلَّ يوم تُدْفَعُ
أحلامُ نوم أو كظل زائلٍ ... إن اللبيب بمثْلها لا يُخْدَعُ

(1) سير أعلام النبلاء (4/ 215).
[2] المصدر نفسه (4/ 216).
(3) المصدر نفسه (4/ 215).
[4] أدب السياسية في العصر الأموي صـ530.
(5) تاريخ دمشق (46/ 336).
[6] المصدر نفسه (46/ 336).
نام کتاب : الدولة الأموية عوامل الازدهار وتداعيات الانهيار نویسنده : الصلابي، علي محمد    جلد : 1  صفحه : 635
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست