responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : الدولة الأموية عوامل الازدهار وتداعيات الانهيار نویسنده : الصلابي، علي محمد    جلد : 1  صفحه : 42
عرضوا علي، يركبون هذا البحر الأخضر، كالملوك على الأسرة، قالت: فادع الله أن يجعلني منهم، فدعا لها، ثم نام الثانية، ففعل مثلها، فقالت قولها، فأجباها مثلها، فقالت: ادع الله أن يجعلني منهم، فقال: أنت من الأولين، فخرجت مع زوجها عبادة بن الصامت غازياً أول ما ركب المسلمون البحر مع معاوية [1]، فلما انصرفوا من غزوتهم قافلين، فقُرِّبت إليها دابة لتركبها فصرعتها فماتت [2]. قال ابن حجر معلقاً على رؤيا رسول الله صلى الله عليه وسلم: قوله:: ناس من أمتي عرضوا على غُزاة .. يشعر بأنه ضحكه كان إعجاباً بهم، وفرحاً لما رأى لهم من المنزلة الرفيعة [3].
د ـ ما أخرجه البخاري من طريق أم حرام بنت ملحان رضي الله عنها قالت: سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول: أول جيش من أمتي يغزون البحر قد أوجبوا [4]، قالت: يا رسول الله أنا فيهم؟ قال: أنت فيهم. ثم قال النبي صلى الله عليه وسلم أول جيش من أمتي يغزون مدينة قيصر [5] مغفور لهم فقلت: أنا فيهم يا رسول الله؟ قال: لا [6].
قال المهلب [7] معلقاً على هذا الحديث: في هذا الحديث منقبة لمعاوية لأنه أول من غزا البحر [8]. وكان معاوية رضي الله عنه يكتب الوحي لرسول الله صلى الله عليه وسلم [9]، وكذلك رسائل النبي صلى الله عليه وسلم إلى زعماء القبائل [10]، وكتبة معاوية للوحي لرسول الله صلى الله عليه وسلم أتاح له لون من القرب الطبيعي من رسول الله صلى الله عليه وسلم في تلك الفترة التي أعقبت فتح مكة حتى وفاة رسول الله صلى الله عليه وسلم، مما يستتبع بالضرورة التأثر بشخص الرسول الكريم صلى الله عليه وسلم، والأخذ المباشر منه [11].

سابعاً: رواية معاوية لحديث رسول الله صلى الله عليه وسلم:
يعد معاوية رضي الله عنه من الذين نالوا شرف الرواية عن رسول الله صلى الله عليه وسلم، ومرد ذلك إلى ملازمته

[1] وذلك في إمارة معاوية على الشام في خلافة عثمان سنة 27 هـ.
[2] فتح الباري على صحيح البخاري (6/ 22).
[3] المصدر نفسه (11/ 76).
[4] أوجبوا: أي فعلوا فعلاً وجبت لهم الجنة.
[5] مدينة قيصر: يعني القسطنطينية فتح الباري (6/ 120).
[6] فتح الباري على صحيح البخاري (6/ 22).
[7] المهلب بن أحمد بن أبي صفرة الأسدي الأندلسي، مصنف شرح صحيح البخاري، توفي سنة 435 انظر: سير أعلام النبلاء (17/ 589) مرويات خلافة معاوية في تاريخ الطبري صـ 27.
[8] فتح الباري (6/ 120).
[9] البداية والنهاية (11/ 396).
[10] الإصابة في تمييز الصحابة (3/ 434).
[11] الدولة الأموية المفترى عليها صـ 145.
نام کتاب : الدولة الأموية عوامل الازدهار وتداعيات الانهيار نویسنده : الصلابي، علي محمد    جلد : 1  صفحه : 42
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست