responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : الدولة الفاطمية نویسنده : الصلابي، علي محمد    جلد : 1  صفحه : 151
واصطد بها العنقاء فهي حبائل ... واقتد بها الجوزاء فهي عنان (1)
إن القاضي الفاضل -رحمه الله- كان موضع ثقة صلاح الدين ومحل أسراره واستشارته فلا يقطع أمرًا دونه [2] , فكان يستشيره في المهمات الكبيرة خاصة, بل كان يقول العماد الأصبهاني الكاتب عنه: «سلطانه مطاع والسلطان له مطيع, وهو صاحب القريحة الوقادة والبصيرة النفاذة» [3].
وهو الذي كتب لصلاح الدين وهو محاصر لعكا يخوفه من الذنوب, ويحذره من أن يظلم الجنود أحدًا فيكون سببًا للهزيمة, يقول ابن كثير رحمه الله في ذلك: «وكان القاضي الفاضل بمصر يدير الممالك بها, ويجهز للسلطان ما يحتاج إليه من الأموال, وعمل الأسطول والكتب السلطانية, فمنها كتاب يذكر فيه أن سبب هذا التطويل في الحصار كثرة الذنوب, وارتكاب المحارم بين الناس, فإن الله لا يُنال ما عنده إلا بطاعته, ولا يفرج الشدائد إلا بالرجوع إليه, وامتثال أمره, فكيف لا يطول الحصار, والمعاصي في كل مكان فاشية, وقد صعد إلى الله منها ما يتوقع بعده الاستعاذة منه. ومنها كتاب يقول فيه: إنما أُتينا من قبل أنفسنا, ولو صدقنا لعجل الله لنا عواقب صدقنا, ولو أطعناه لما عاقبنا بعدونا, ولو فعلنا ما نقدر عليه من أمره, لفعل لنا ما لا نقدر عليه إلا به, فلا يختصم أحد إلا نفسه وعمله, ولا يرج إلا ربه, ولا يغتر بكثرة العساكر والأعوان, ولا فلان الذي يعتمد عليه أن يقاتل ولا فلان, فكل هذه مشاغل عن الله ليس النصر بها, وإنما النصر من عند الله, ولا نأمن من أن يكلنا الله إليها, والنصر به واللطف منه, نستغفر الله تعالى من ذنوبنا, فلولا أنها تسد طريق دعائنا لكان جواب دعائنا قد نزل, وفيض دموع الخاشعين قد غسل, ولكن في الطريق عائق, خار الله لمولانا في القضاء السابق واللاحق .. إلى أن قال ابن كثير فيه: «وقد أورد الشيخ شهاب الدين صاحب الروضتين ها هنا كتبًا

(1) النجوم الزاهرة (ج6/ 157).
[2] البداية والنهاية (ج12/ 340).
[3] الروضتين (ج2/ 241).
نام کتاب : الدولة الفاطمية نویسنده : الصلابي، علي محمد    جلد : 1  صفحه : 151
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست