responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : السلطان سيف الدين قطز ومعركة عين جالوت نویسنده : الصلابي، علي محمد    جلد : 1  صفحه : 78
بقيت على حالها في مصر الوسطى، حيث ظل حصن الدين طليقاً وأقام حكومة مستقلة هناك ولم يتمكن أيبك ومن جاء بعده من سلاطين من القبض عليه إلى أن خدعه السلطان بيبرس البند قداري وقبض عليه وشنقه بالإسكندرية [1]، وكيفما كان الأمر في نهاية الأمير حصن الدين، فالمهم هنا أن أيبك تغلب على أحد العناصر المهددة بقيام دولة المماليك واستقرارها في مصر [2]، وذكر المقريزي في السلوك أن من نتاج ثورات العرب ضد المماليك: أن تبدد شمل عرب مصر وخمدت جمرتهم من حينئذ [3].

6 ـ خطر زملائه المماليك ومقتل الفارس أقطاي: ومن العوائق التي هددت حكم أيبك ودولته الناشئة، خطر زملائه المماليك البحرية وزعيمهم فارس الدين أقطاي وكان أيبك يتوجس خيفة من هذه الطائفة لعلمه بقوتها وخطرها، ومن ثم أخذ يعمل على تقوية نفسه، فأنشأ فرقة من المماليك عرفوا بالمعزية نسبة إلى لقبه"الملك المعز" كما عين مملوكه قطز المعزى نائباً للسلطنة بمصر، ثم لم يلبث أن أخرج المماليك البحرية من ثكناتهم بجزيرة الروضة، وعزل الملك الأيوبي الطفل موسى شريكه في الحكم، وانفرد بالسلطنة [4]، على أن هذه الإجراءات كلها لم تكن إلا مجرد احتياطات شكلية لم تقلل من خطر أقطاي وزملائه البحرية، ويجمع المؤرخون على أن أقطاي وصل إلى قمة المجد خصوصاً بعد تغلبه على ثورة العرب، وأصبح لا يظهر في مكان إلا حوله حرس عظيم من الفرسان المسلحين كأنه ملك متوج، وكانت نفسه ترى أن ملك مصر لا شيء عنده وكان كثيراً ما يذكر الملك المعز في مجلسه ويستنقصه ولا يسميه إلا أيبكاً، وقد بلغ ذلك المعز فكان يغضى عنه لكثرة خشداشيته البحرية [5]، وتلقي المصادر التاريخية الضوء على القوة التي كان يمارسها ويتمتع بها أقطاي، فالمقريزي يقول عنه: واجتمع الكل على باب الأمير فارس الدين أقطاي، وقد استولى على الأمور كلها، وبقيت الكتب إنما ترد من الملك الناصر وغيره إليه، ولا يقدر أحد يفتح كتاباً ولا يتكلم بشيء، ولا يبرم أمراً إلا بحضور أقطاي.
لكثرة خشداشيته [6]، وابن تغري بردي يقول عنه: فإنه كان أمره قد زاد في العظمة والتفت عليه المماليك البحرية وصار أقطاي المذكور يركب بالشاويش وغيره من شعار الملك وحدثثه نفسه بالملك

[1] التعريف بالمصطلح الشريف صـ188 قيام دولة المماليك صـ132.
[2] قيام دولة المماليك صـ132.
[3] تاريخ القبائل العربية صـ133.
[4] قيام دولة المماليك الأولى صـ133.
[5] المصدر نفسه صـ133.
[6] الجبهة الإسلامية في مواجهة المخططات الصليبية صـ412.
نام کتاب : السلطان سيف الدين قطز ومعركة عين جالوت نویسنده : الصلابي، علي محمد    جلد : 1  صفحه : 78
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست