responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : السلطان سيف الدين قطز ومعركة عين جالوت نویسنده : الصلابي، علي محمد    جلد : 1  صفحه : 59
ملوك بني أيوب بعد صلاح الدين في إيجاد تيار حضاري ولم يستطيعوا أن يحققوا التوازن بين الدولة والدعوة والأرض والعقيدة والسياسة والفكر، وكانت هذه رساله سامية تأخر فيها الأيوبيين وغلبتهم الظروف والتحديات فأصبحوا أمام قانون التاريخ الحضاري الذي لا يجامل ولا يحابي أما أن يتقدموا أو يزولوا من الوجود، فلا سكون في تاريخ البشرية.

8 ـ ضعف الحكومة المركزية: قسمّ صلاح الدين دولته إلى أقاليم إدارية يتمتع كل منها بإمكاناته الخاصة وطابعه المميز، مثل مصر والشام وشمالي العراق والنوبة والمغرب واليمن والحجاز وقضى أكثر سنين حكمه في ميادين القتال يمارس سياسة التخطيط والتنفيذ والإشراف وتوجيه سياسة الدولة العليا، ثم يترك حرية التنفيذ في الأمور المحلية في الاستعداد والدفاع للولاة وفقاً لظروف وإمكانات كل إقليم، وهو ما يُعبَّر عنه في مفهومنا الحديث (اللا مركزية الإدارية) [1]. والحقيقة أن صلاح الدين لم يضع كافة السلطات في يده على الرغم من أنه كان الحاكم الذي يدير دفة الحكومة المركزية، والراجح أنه أدرك أن توزيع السلطات يجعل من كل سلطة رقيبة على السلطة الأخرى، وموازتة لها في ممارسة اختصاصاتها، كما أن تقسيم العمل بين عدة أشخاص أكفاء يحقق عدة مزايا تتعلق بإجادة العمل وسرعة انجازه [2]، وقد ارتبطت الدولة الأيوبية التي بناها صلاح الدين الأيوبي بصفاته وسجاياه وشخصيته الفذة، فحين توارت هذه الشخصية من على مسرح التاريخ في المنطقة حدث فراغ كبير أضرّ بالجانب الإسلامي وعاد بالفائدة على الجانب الصليببي إذ كانت شخصيته ومواهبه وأداؤه السياسي والعسكري هو الذي حفظ الدولة من التفكك، ولم تكن هناك مؤسسات تضمن استمرار بقاء هذه الدولة الكبرى من ناحية، كما أن صلاح الدين قسَّم دولته، كما يُقسمَّ الإرث، بين أبنائه وأخوته وبني عمومته على نحو ما كان مألوفاً هي تلك العصور وكان طبيعياً ان تعود المنطقة إلى الوراء مرة اخرى نتيجة المنازعات والتشرذم السياسي الناجم عن الخلاف بين ورثة صلاح الدين، لقد كان خليفة صلاح الدين في مصر ابنه أبو الفتوح عثمان وكان وقت وفاة أبيه مقيماً بالقاهرة، وعنده جُل العساكر والأمراء من الأسدية والصلاحية والأكراد ([3]
وتولى أخوه الأفضل نور

[1] تاريخ الأيوبيين طقوش صـ210.
[2] المصدر نفسه صـ211.
[3] السلوك (1/ 114) في تاريخ الأيوبيين والمماليك صـ80 ..
نام کتاب : السلطان سيف الدين قطز ومعركة عين جالوت نویسنده : الصلابي، علي محمد    جلد : 1  صفحه : 59
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست