responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : السلطان سيف الدين قطز ومعركة عين جالوت نویسنده : الصلابي، علي محمد    جلد : 1  صفحه : 58
وعسقلان استعداداً للخطوة التالية وهنا وعدهم الصالح إسماعيل بأنه إذا ملك مصر أعطاهم جزءاً منها، فسال لعابهم لذلك، واتجهوا صوب غزة عازمين على غزو مصر [1]، وسار الصالح إسماعيل صاحب دمشق، والملك المنصور إبراهيم الأيوبي صاحب حمص على رأس جيوشهما في مهمة غزو مصر [2].
ولكن قادة القوات الشامية رفضوا طعن إخوانهم المصريين فما كانوا يلتقون بجيش الملك الصالح أيوب قرب غزة حتى تخلوا عن الصالح إسماعيل والمنصور إبراهيم وساقت عساكر الشام إلى عسكر مصر طائعة ومالوا جميعاً على الفرنج فهزموهم وأسروا منهم خلقاً لا يحصون [3]، وهكذا تحالف الملك الصالح إسماعيل مع الصليبيين وتنازل لهم على مدن المسلمين من أجل الحكم والسلطان، إن بعض ملوك بني أيوب أمنعوا في موالاة النصارى الصليبين وألقوا إليهم بالمودة وركنوا إليهم واتخذوهم بطانة من دون المؤمنين وعملوا على اضعاف عقيدة الولاء والبراء في الأمة وأصابوها وفقدت أبرز مقوماتها وسهل بعد ذلك زوالها من الوجود.

7 ـ فشل الأيوبيين في ايجاد تيار حضاري: حاول صلاح الدين بإيمان صادق وذكاء متميز حمل لواء المشروع الإسلامي الحضاري الذي تزعمه نور الدين محمود زنكي وحرص على الفتوحات العسكرية والدعوية، بحيث لاتطغى الأرض على الحضارة ولا الدولة على الدعوة، ولا تصبح اعتبارات السياسة أهم من مبادئ الدين وتقيد بالسياسة الشرعية، وعمل على ايجاد تيار حضاري عقدي يملأ أركان الحياة، ومهما يكن من أمر، فإن الدولة الأيوبية بعد صلاح الدين، لم تستوعب قانون الامتداد الحضاري، فبعد الامتداد والانتصارات كان عليها أن تمتد بالدعوة وتطور المدارس الإصلاحية حتى تواكب احتياجات العصر العلمية والتربوية والثقافية والحضارية إلا أن خلفاء صلاح الدين لم يستطيعوا أن يقدموا مشروعاً حضارياً يجدد حيوية الدولة ويرسم اهدافها ويدفعها بقوة نحوها، وإنما دخلوا في أنفاق مظلمة أنتهت بزوال دولتهم لقد فشل

[1] النجوم الزاهرة (6/ 322) الدولة الأيوبية دعكور صـ233.
[2] النجوم الزاهرة (1/ 305) الدولة الأيوبية صـ233.
[3] السلوك (1/ 305) الدلوة الأيوبية صـ233.
نام کتاب : السلطان سيف الدين قطز ومعركة عين جالوت نویسنده : الصلابي، علي محمد    جلد : 1  صفحه : 58
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست