responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : السلطان سيف الدين قطز ومعركة عين جالوت نویسنده : الصلابي، علي محمد    جلد : 1  صفحه : 50
المعضلة الرئيسية التي بقيت هي أن التجديد لم يتحول إلى مؤسسات راسخة إلى إتجاه عام في الدولة حتى لا ينقطع بوفاة القائد أو المؤسس [1] وذلك يرجع إلى أمور منها:
أـ نقص الفقه الحركي الذي وجه نشاطات المدارس الإصلاحية:
فإن مدارس الإصلاح في هذا العصر ركزت نشاطاتها على تحقيق عنصر "الإخلاص" في العمل، أي أنها ركزت على التربية أكثر من الاستراتيجية، ولذلك لم تفرز ((فقه الحكمة)) اللازم لتنظيم مؤسسات السياسة والإدارة والاقتصاد وتنظيم مسئوليات العاملين فيها وأداهم وحسن إستثمار الموارد البشرية والمادية بما يناسب حاجات المكان والزمان، وإنما اكتفت بـ (فقه) الآباء الذي يركز على ((المظهر الديني للقيادة)) دون ((المظهر الاجتماعي))، وصار شيوخها ومتعلموها يسلكون طريق ((الزهو)) وينتمون إلى مذهب من المذاهب الفقهية التقليدية في آن واحد، ولهذا يوصف الواحد منهم بأنه ـ مثلاً ((قادري السلوك)) ((وشافعي المذهب))، كذلك لم تطرق هذه المدارس ميادين ((الفقه)) المتعلق بالمظهر الكوني للعبادة والمؤدي إلى تطور العلوم الطبيعية، وتسخير تطبيقاتها في ميادين الحضارة المادية المختلفة، وهذا النقص في الفقه السياسي والإداري جعل المنجزات التي حققها جيل صلاح الدين تعتمد على الشخصيات أكثر من فاعلية المؤسسات، فلما غابت الشخصيات القيادية على مسرح الحياة برز تأثير العامل الثاني، أي أثر العصبيات الأسرية والقبلية التي عادت لتوجه مؤسسات الحكم والإدارة بما فيها مدارس الإصلاح نفسها، وهذا التطور السلبي حقق إفراز ظواهر غير إيجابية منها:
ـ حين لم يحد جيل الأبناء فقهاً سياسياً وإدارياً ينظم عملية تعيين الحاكم ومؤسسات الحكم والإدارة إرتد إلى تقاليد العصبية الأسرية والقبلية وروابط الدم التي تعتبر الحكم وقيادة المؤسسات التربوية والعلمية ميراثاً يرثه الأبناء عن الآباء، الأمر الذي أدَّى إلى تفكك الدولة وإنقسامها حيث تقاسم الأبناء ما وحدَّه جيل الآباء، وأداروه طبقاً لتقاليد العصبيات الأسرية التي سبقت جيل صلاح الدين والتي كانت تعتبر أراضي الدولة ومدنها وسكانها إقطاعات يتصرف بها الحكام ويتبادلونها بالبيع والشراء وصفقات الحرب والصلح.
ـ أدى النقص في الفقه السياسي والإداري إلى إنفجار الفتن بين الملوك وأمراء الجيش من ذلك ما حدث بين الملك الكامل وبين عماد الدين أحمد بن المشطوب الكردي الهكاري

[1] هكذا ظهر جيل صلاح الدين صـ 322.
نام کتاب : السلطان سيف الدين قطز ومعركة عين جالوت نویسنده : الصلابي، علي محمد    جلد : 1  صفحه : 50
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست