responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : السلطان سيف الدين قطز ومعركة عين جالوت نویسنده : الصلابي، علي محمد    جلد : 1  صفحه : 31
حياتهم وهذا من أسباب النهضة الحضارية الثقافية العلمية الراقية التي وجدناها في عهد المماليك.

2 ـ المرحلة الثانية: وهي التي تبتدئ بسن البلوغ حيث يشرع في تعليمه فنون الحرب من رمي السهام ولعب الرمح والضرب بالسيف وركوب الخيل، ويراعى في هذ المرحلة الأخذ بشدة، فلا يتسامح مع المملوك إذا أخطأ ةإنما يعاقب عقاباً قاسياً إذا بدا عليه الشذوذ في أخلاقه أو الانحراف عن المبادئ الدينية، ثم يقسمون إلى فرق يتولى كل منهم معلم في العلوم الرياضية والتدريبات العسكرية، فيتمرنون على فنون من الرياضة العنيفة مثل السباحة والعوم لمسافات طويلة والمبارزة، ولعب الكرة راجلين وراكبين، وأما في أوقات الفراغ فإنهم يتركون إلى هواياتهم العملية أو الدينية أو الأدبية، ومن هنا ندرك السر في ظهور عدد من المماليك في صفوف الفقهاء والشعراء والكتاب البارزين [1].
وقد كان لهم خداماً وأكابر من النواب يفحصون الواحد منهم فحصاً شافياً ويؤخذونه أشد المؤاخذة ويناقشونه على تحركاته وسكناته فإن عثر أحد مؤدبيه الذي يعلمه القرآن أو رأس النوبة الذي هو حاكم عليه على أنه اقترف ذنباً أو أحل برسم أو ترك أدباً من آداب الدين أو الدنيا قابله على ذلك بعقوبة شديدة بقدر جرمه فلذلك كانوا سادة يدبرون الممالك وقادة يجاهدون في سبيل الله وأهل سياسة يبالغون في إظهار الجميل ويردعون من جار أو تعدى [2].

3 ـ المرحلة الثالثة: وهي مرحلة ظهور المواهب العسكرية، ووضوح الاتجاهات والكفايات السياسية، وفي هذه المرحلة تعقد المبارزات بين المماليك، لمعرفة مقدار المهارة الفنية والعسكرية في صفوفهم، ثم يرسلون إلى ميادين القتال ليعرف بلاؤهم هناك، ثم يكافأ المبرزون منهم بمنحهم الحرية، وعتقهم من الرق، وهناك من يبقى في الرق مع تولي المناصب كالذين باعهم سلطان العلماء عز الدين بن عبد السلام ثم اعتقهم ووضع اثمانهم في بيت مال المسلمين، ويوضعون في وظائف عسكرية صغيرة، يترقى فيها المملوك حتى يبلغ الإمارة، فيمنحه السلطان لقبها، ثم يترقى في سلكها، حتى يصل إل كبريات المناصب في الدولة وكثيراً ما كانت ترتفع به مواهبه وعبقريته إلى منصب السلطنة ورياسة الدولة [3]، وبفضل الله

[1] أباطيل يجب أن تمحى من التاريخ صـ340.
[2] الخطط (2/ 213 ـ 214)، في التاريخ الأيوبي والمملوكي صـ84.
[3] مصر في عهد بناة القاهرة صـ 169 وما بعدها إبراهيم شعوط.
نام کتاب : السلطان سيف الدين قطز ومعركة عين جالوت نویسنده : الصلابي، علي محمد    جلد : 1  صفحه : 31
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست