responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : السلطان سيف الدين قطز ومعركة عين جالوت نویسنده : الصلابي، علي محمد    جلد : 1  صفحه : 135
منحنياته المتعددة، لقد كان الشيخ العز بن عبد السلام يخشى أن يضيع النصر الكبير وتنهار الأمة من جديد، لقد قال بعد موت قطز وهو يبكي بشدة: رحم الله شبابه، لو عاش طويلاً لجدد للإسلام شبابه [1]، وقال: ما ولي أمر المسلمين بعد عمر بن عبد العزيز ـ من يعادل قطز ـ رحمه الله ـ صلاحاً وعدلاً [2]. إلا أنني مع محبتي لسيف الدين قطز، واعترفي بجهوده العظيمة في خدمة الإسلام ودخوله نادي عظماء الأمة، فإنني أخالف شيخنا العز بن عبد السلام وأرى أن نور الدين محمود الشهيد فاقه صلاحاً وإصلاحاً وعدلاً وجهاد، ومن أراد التوسع فليراجع كتابي عن عصر الدولة الزنكية لقد كان سيف الدين قطز من خيار ملوك الترك وله اليد البيضاء في القيام لدفع العدو عن ديار المسلمين [3] الشامية والمصرية.

5 ـ ردة فعل المغول لمقتل قطز: لما بلغ المغول نبأ مقتل قطز بتلك الصورة توقعوا حدوث انقسام داخل دولة المماليك، ووجدوا في ذلك فرصة سانحة لهم لمحاولة فرض سيطرتهم على بلاد الشام مرة أخرى، فتجمع المغول الذين كانوا بحران وغيرهما من مدن أقليم الجزيرة، وانضم إليهم من سلم من معركة عين جالوت، وساروا حتى قاربوا البيرة التي كانوا قبل ذلك قد هدموا أسوارها وابراج قلعتها واضحت مكشوفة فادرك الملك السعيد بن بدر الدين لؤلؤ الذي كان والياً على حلب خطورة الموقف فيها، وارسل نجدة من عنده لمساعدة أهل البيرة في الدفاع عن مدينتهم، إلا أن هذه القوة الإسلامية لم تستطع الصمود أمام الجموع المغولية وتراجعت إلى داخل المدينة حيث بعث قوادها إلى الملك السعيد يخبرونه بتفاقم خطر المغول وانهم اتجهوا إلى منبج، ويبدو أن المغول ارادوا عدم اضاعة الوقت في الهجوم على المدن الصغيرة، وعقدوا العزم على مهاجمة مدينة حلب التي وصلوها في يوم الخميس السادس والعشرين من ذي الحجة سنة658هـ/نوفمبر 1260م وبدأوا في مهاجمتها بقيادة الأمير المغولي بايدر الذي استطاع اقتحام المدينة واخراج من بها من المسلمين إلى قرية قرنبيا شرقي حلب وفيها حاول المسلمون توحيد صفوفهم مرة أخرى للوقوف في وجه المغول وايقاف زحفهم إلا أن ذلك التجمع لم يجد نفعاً أمام كثافة الجموع المغولية، واضطر المسلمون بقيادة حسام الدين الجوكندار الذي خلف الملك السعيد على حلب إلى التراجع إلى الخلف لاستدراج المغول إلى مكان أفضل لمنازلتهم فتراجع إلى حماه التي فيها الملك المنصور

[1] المصدر نفسه صـ367.
[2] المصدر نفسه صـ367.
[3] جواهر السُلوك في أمر الخلفاء والملوك لإبن إياس صـ115.
نام کتاب : السلطان سيف الدين قطز ومعركة عين جالوت نویسنده : الصلابي، علي محمد    جلد : 1  صفحه : 135
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست