responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : السلطان سيف الدين قطز ومعركة عين جالوت نویسنده : الصلابي، علي محمد    جلد : 1  صفحه : 134
فيهتمون بشراء أكبر عدد ممكن منهم، وبعد عصر بيبرس كان من الممكن أن تصل مشتريات السلطان من المماليك إلى ثمانمائة مملوك بخلاف المماليك الذين ينتقلون إلى خدمته وراثة عن السلطان السابق أو من مماليك كبار الأمراء الذين يتركون الخدمة بالوفاء وغيرها [1]، وهكذا تكرست الطائفية يبين العناصر المملوكية بالشكل الذي ترك آثاره السلبية على البناء السياسي لدولتهم على المدى الطويل، وربما كانت بذرة هذه الطائفية العسكرية الخطرة قد بذرت في حوادث الاغتيال الأولى التي شهدتها الدولة ومنها بطبيعة الحال حادث اغتيال السلطان سيف الدين قطز [2].

4 ـ قبر سيف الدين قطز وثناء العز بن عبد السلام عليه: يروى أبو المحاسن أن قطز: بقي ملقى بالعراء فدفنه، بعض من كان في خدمته بالقصير، وكان قبره يقصد للزيارة دائماً ... وكان كثير الترحم عليه والدعاء على من قتله، فلما بلغ بيبرس ذلك أمر بنبشه، ونقله إلى غير ذلك المكان وعفى أثره ولم يعف خبره [3]، وقال المقريزي: ودفن بالقصير، فكانت مدّة ملكة أحد عشر شهراً وسبعة عشر يوماً وحمل قطز بعد ذلك إلى القاهرة، فدفن بالقرب من زاوية الشيخ تقي الدين قبل أن تعمر، ثم نقله الحاج قطز الظاهري إلى القارفة ودفن قريباً من زاوية ابن عبود، ويقال إن أسمه محمود بن ممدوح وإن أمه أخت السلطان جلال الدين خوارزم شاه وإن أباه ابن عم السلطان جلال الدين، وإنما سبي عند غلبة التتار، فبيع في دمشق ثم انتقل إلى القاهرة [4].
إن قيمة الرجال وعظمتهم لا تقاس بطول العمر ولا بكثرة المال، ولا بأبهة السلطان، إنما تقاس بالأعمال الخالدة التي تغير من وجه التاريخ، فمن قطز إذا لم يتمسك بالإسلام ويدافع عنه؟ ولا شك أن التاريخ كان سيُغفل اسمه كما أغفل اسماء الكثيرين الذين كانوا كغثاء السيل، بل كانوا وبالا على شعوبهم وأوطانهم مع حكمهم الفترات الطويلة والأعمار المديدة ولا شك أن حفر الاسم في سجل التاريخ يحتاج إلى رجال عظماء وليس بالضرورة أن يحتاج إلى وقت طويل [5]، فالتغيير يعتمد على نوعية الرجال المغيرِّين، مع مراعاة السنن وفقه المصالح والمفاسد والسياسية الشرعية وفقه قيام الدول وسقوطها ومعرفة مسار حركة التاريخ في

[1] المصدر نفسه صـ209.
[2] المصدر نفسه صـ210.
[3] النجوم الزاهرة (7/ 86 ـ 87).
[4] السلوك (1/ 520).
[5] قصة التتار صـ366.
نام کتاب : السلطان سيف الدين قطز ومعركة عين جالوت نویسنده : الصلابي، علي محمد    جلد : 1  صفحه : 134
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست