responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : السلطان سيف الدين قطز ومعركة عين جالوت نویسنده : الصلابي، علي محمد    جلد : 1  صفحه : 133
أـ فكانت على الناحية السياسية تكريساً للقوة والدماء سبيلاً إلى السلطة والعرش وكانت تلك هي ((سنة المماليك في دولتهم)) ولم يحدث طوال مائتي وسبعين عاماً، هي عمر دولة سلاطين المماليك أن وجدنا لهذه السنة تبديلا، لقد كانت المفاهيم السياسية للدولة المملوكية نتاجاً للظروف التاريخية التي خرجت هذه الدولة من رحمها إلى الوجود، ويمكن بلورة هذه المفاهيم السياسية في أن أمراء المماليك اعتقدوا منذ البداية أن عرش البلاد حق لهم جميعاً يفوز به أقواهم وأقدرهم على الإيقاع بالآخرين، وهو الأمر الذي ظهر واضحاً منذ بداية الدولة سواء في مصرع تورانشاه أو عز الدين أيبك وشجرة الدر، ثم تأكد فيما قام به بيبرس عندما اغتال قطز، كما تكرر في سلسلة انقلابات القصر ومؤامرات الحكم طوال سنوات حكم دولة سلاطين المماليك [1].
ب ـ مرحلة جديدة في تاريخ المماليك: وأما النتيجة الثانية الهامة، فتتمثل في الحقيقة التاريخية القائلة بأن صعود بيبرس على عرش سلطنة المماليك كان بداية مرحلة مهمة في تاريخ الدولة الناشئة جعلت من هذا الأمير الداهية، بقسوته وجبروته وحنكته السياسية وبراعته العسكرية، المؤسس الحقيقي لهذه الدولة ((بفضل الله))، ثم انجازاته السياسية والإدارية والعسكرية، فقد كانت السنوات العشر السابقة، مرحلة سيولة سياسية حكم خلالها خمسة من السلاطين، ثم اغتيال ثلاثة منهم، ونجا الاثنان الآخران بسبب صغر سنهما وانعدام خطورتهما، ولكن بيبرس استمر يحكم سبعة عشر عاماً، ومن ناحية أخرى، كانت دولة سلاطين المماليك في السنوات العشر الأولى من عمرها، تفتقر إلى الشرعية وتبحث عن الأمن في مواجهة تهديدات الأيوبيين وجاء إحياء الخلافة العباسية بالقاهرة بمثابة الحل السعيد، لمشكلة الشرعية، على حين كانت معركة عين جالوت هي الحل ـ النافع ـ لمشكلة الأمن وتهديدات الأيوبيين [2].
ج ـ زيادة الاعتماد على المماليك: وكانت النتيجة الثالثة لاغتيال قطز في ازدياد اعتماد أمراء المماليك على مماليكهم بحيث يكونون عدتهم في الصراع الذي يمكن أن يحدث في أي وقت، فقد كان الأمراء الكبار وولاة الأقاليم يمتلكون جيوشاً صغيرة من المماليك تتراوح أعدادها ما بين ثلاثمائة، وستمائة مملوك، وربما زادت الأعداد لتصل إلى ثمانمائة مملوك واما السلاطين

[1] المصدر نفسه صـ 209.
[2] في تاريخ الأيوبيين والمماليك صـ209.
نام کتاب : السلطان سيف الدين قطز ومعركة عين جالوت نویسنده : الصلابي، علي محمد    جلد : 1  صفحه : 133
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست