responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : السلطان سيف الدين قطز ومعركة عين جالوت نویسنده : الصلابي، علي محمد    جلد : 1  صفحه : 132
المماليك المعزية حاولوا اغتيال بيبرس، عقب عودته إلى القاهرة، فقتل بعضهم، وسجن ونفي البعض الآخر [1]. وهذه النصوص وأن دلت على شيء، فإنما تدل على أن مقتل قطز كان نتيجة لعداء قديم مستحكم بين المماليك البحرية الصالحية والمماليك المعزية [2].

2 ـ الطريق إلى عرش المماليك: كان الطريق إلى عرش سلطنة المماليك منذ البداية ـ القتل، وسفك الدماء، فقد اعتلت شجرة الدر العرش بعد اغتيال تورانشاه آخر سلاطين الايوبيين في مصر، كما أنها هي وزوجها عز الدين أيبك لقيا حتفهما بسبب الصراع على السلطة، وبسبب طبيعة الحكم العسكري في دولة سلاطين المماليك، وتطبيقاً لمبدأ الحكم لمن غلب، الذي قام عليه البناء السياسي لهذه الدولة، كان طبيعياً أن يفكر الأمير ركن الدين بيبرس البندقداري في إزاحة السلطان سيف الدين قطز من طريقه صوب عرش سلطنة المماليك، ورجح الدكتور قاسم عبده قاسم أن بيبرس ظن أنه أحق بالعرش من قطز، لا سيما وأنه صاحب دور كبير في هزيمة الحملة الصليبية السابعة بقيادة الملك لويس التاسع قبل عشر سنوات في المنصورة، كما أنه لعب دوراً كبيراً في هزيمة المغول في عين جالوت، كما أنه كان أول من ألحق بهم هزيمة عندما دمر طليعة الجيش المغولي، ثم طارد فلوله المنسحبة حتى أعالي بلاد الشام، لقد كان بيبرس ابن عصره، وكانت تلك هي الأفكار السياسية السائدة آنذاك [3]، ولم تكن هناك مؤسسات شورية قوية في اختيار الحاكم، وغاب الفقه السياسي في الإسلام المتعلق باختيار السلطان، أو الملك أو الحاكم، لقد حاول السلطان قطز ارجاع الأمر إلى نصابه، ولكنه قتل قبل تحقيق ذلك، وبعد أن أستطاع أن يدحر المغول ويحرر بلاد الشام.
3 ـ نتائج مقتل قطز: انتقلت السلطة إلى القاتل قبل أن تجف دماء المقتول، دون أن يرى كبار أمراء المماليك غضاضة في ذلك، بل إن أتابك العسكر سأل عن القاتل وحينما علم أنه بيبرس قال له ((يا خوند إجلس أنت في مرتبة السلطنة)) وكأن عرش الدولة مكافأة لمن تخلص من السلطان القتيل، وهكذا مرة أخرى ترسخ مبدأ ((الحكم لمن غلب)) [4]، ويبدو أن هناك إجماع من المماليك البحرية على زعامة ركن الدين بيبرس، وأما النتائج التي ترتبت على هذه المأساة هي:

[1] بدائع الزهور (1 ـ 99 ـ 100) ن في التاريخ الايوبي والمملوكي صـ 163.
[2] في التاريخ الايوبي والمملوكي صـ 163.
[3] في تاريخ الايوبيين والمماليك، قاسم عبده صـ 206.
[4] المصدر نفسه صـ 208.
نام کتاب : السلطان سيف الدين قطز ومعركة عين جالوت نویسنده : الصلابي، علي محمد    جلد : 1  صفحه : 132
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست