responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : السلطان سيف الدين قطز ومعركة عين جالوت نویسنده : الصلابي، علي محمد    جلد : 1  صفحه : 124
التي تقع تحت سيطرة التتار، وهي تقع على مسافة مائة وخمسين كيلو متراً تقريباً من عين جالوت إلى الشمال الشرقي منها، فقبل وصوله إلى دمشق أرسل رسالة عظيمة تحمل بشريات النصر الكبير وكان مما جاء في هذه الرسالة: أما النصر الذي شهد الضرب بصحته، والطعن بنصيحته، فهو أن التتار خذلهم الله، استطالوا على الايام وخاضعوا بلاد الشام واستنجدوا بقبائلهم على الإسلام وهذه عساكر الإسلام مستوطنة في مواطنها ما تزلزل لمؤمن قدم إلا وقدم إيمانه راسخة ولا تثبت لأحد حجة إلا وكانت الجمعة ناسخة ولا عقدت برجمة ناقوس إلا وحلها الآذان ولا نطق كتاب إلا وأخرسه القرآن ولم تزل أخبار المسلمين تنتقل إلى الكفار، وأخبار الكفار تنتقل إلى المسلمين، إلى أن خلط الصباح فضته بذهب الاصيل، وصار اليوم كأمس ونُسخت آية الليل بسورة الشمس إلى أن تراءت العين بالعين واضرمت نار الحرب بين الفريقين، فلم تر إلا ضرباً يجعل البرق نضوا ويترك في بطن كل من المشركين شلوا، وقتل من المشركين كل جبار عنيد، ذلك بما قدمت أيديهم ((وما ربك بظلام للعبيد)) [1].
وصل الخبر لأهالي دمشق قال ابن كثير: واتبع الأمير ركن الدين بيبرس البندقداري وجماعة من الشجعان التتار يقتلونهم في كل مكان، إلى أن وصلوا خلفهم إلى حلب وهرب من بدمشق منهم وكان هربهم منها يوم الأحد السابع والعشرين من رمضان صبيحة النصر الذي جاءت فيه البشارة بالنصر على عين جالوت فتبعهم المسلمون من دمشق يقتلون ويأسرون وينهبون الاموال فيهم ويستفكون الاسارى من أيديهم قهراً ولله الحمد والمنن على جبره الإسلام ومعاملته إياهم بلطفه الحسن، وجاءت بذلك البشارة السارة، فجاوبتها البشائر من القلعة المصورة وفرح المؤمنون يومئذ بنصر الله فرحاً شديداً، وأيد الله الإسلام وأهله تأييداً وكُبت أعداء الله النصارى واليهود والمنافقون وظهر دين الله وهم كارهون ونصر الله دينه ونبيه ولو كره الكافرون، فتبادر عند ذلك المسلمون إلى كنيسة النصارى التي خرج منها الصليب فانتهبوا ما فيها، وأحرقوها وألقوا النار فيما حولها، فأحترقت دور كثيرة للنصارى، وملأ الله بيوتهم وقبورهم ناراً، وأحرق بعض كنيسة اليعاقبة، وهمت طائفة بنهب اليهود، فقيل لهم: إنهم لم يكن منهم فيما ظهر من الطغيان، كما كان من عبدة الصُلبان، وقتلت العامة

[1] قصة التتار صـ 338 صبح الأعشى (7 ـ 260 ـ 262).
نام کتاب : السلطان سيف الدين قطز ومعركة عين جالوت نویسنده : الصلابي، علي محمد    جلد : 1  صفحه : 124
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست