responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : الفتح القسي في الفتح القدسي = حروب صلاح الدين وفتح بيت المقدس نویسنده : عماد الدين الكاتب    جلد : 1  صفحه : 335
وهذا كتاب يشتمل على سيرته وكتبته جميعه وهو: صدرت هذه المكاتبة عن النبأ العظيم، والخطب الجسيم، والرزء العميم، والحادث الاليم، والكارث المقعد المقيم. والنائب الباغت، والمصاب الساحت. والفجيعة الفاجية، والنكبة الناكية، والطارقة الطارية، والملمة المؤلمة والبلية البارية. والواقعة الرائعة، الصدمة الصادعة، والحدمة اللافحة، والروعة الفادحة. والغمة التي غامت بها الأيام، وغم لها الأنام، واعتل منها الإسلام، واختل النظام. فقد عدمت المطالع ضياءها، والمشارع صفاءها، والثغور سدادها، والأمور سدادها، والعيون قرتها والنفوس قرارها، والقلوب ثباتها؛ والجفون غرارها، والأيدي ايدها؛ والوجوه سفورها، والصدور انشراحها؛ الأسرار سرورها.
فقد فقدت الدنيا بهجتها، وضلت العلياء محجتها. واهتدى الضلال إلى الهدى، وأقوى نادي الندى. وأقفرت مغائي الغنى، واكفهرت مجالي السنى، وأمرت مجاني المنى. وخفيت مناهج المناجح، وعطلت مناهل المنائح. وعميت مذاهب المواهب، وأظلمت مطالع المطالب، وارتجت أبواب الفتوح، ودجت أضواء الوضوح. ودرست معالم المعالي، وطمست زواهر الليالي. واضطربت الدهماء، واضطرمت الدهياء. وبطلت مواسم الحق، وأبهمت مظالم الخلق. وانقطعت مسالك الجهاد، وتفجعت ممالك البلاد. وأخلفت عدات الأعداء على الاعداء، وانكسفت أنوار آمال الأولياء.
وذلك بما أجراه الله من قضائه المحتوم، وأظهره من سر قدره المكتوم. بمصاب مولانا الملك الناصر - روح الله روحه، وروض في جنان رضوانه وغرفات غفرانه ضريحه. فقد عظم الخطب وجل، وحل عرا الجلد حين حل، وثلم غرب الصبر وفل. وأجرى غرب الدموع، وأزكى كرب الضلوع. وبت حبل اللاجين، وشت شمل الراجين.
وأعلمنا أن الدنيا الدنية حبالها رثاث، وحباؤها غثاث، وعقودها انكاث، وسهولها أوعاث، وقصورها أجداث، وسرورها غرور ومواهبها أحداث. وسكونها قلق، وأمنها فرق. وصحتها سقم، وأملها ألم، وغبطتها ندم، ووجودها عدم. وبقاؤها فناء، ونعيمها بلاء، وراحتها عناء. وملكها هلك، وسترها هتك، وأخذها ترك، وسلمها حرب وصلحها فتك. ووفاؤها غدر، ووفاقها مكر، وعرفها نكر، ووصلها هجر، وخيرها شر، ونفعها ضر، وجبرها كسر. ومتاعها قليل، وباعها في التطاول طويل، وما لعثارها مقيل، ولا في ظلها مقيل. ولا أرب فيها لأريب. ولا الباب فيها للبيب.
فإن ظلها قالص، وفضلها ناقص. وعمرها قصير، وغنيها فقير. وريها جرع، وزيها خدع. وحليها عطل، وسعيها زلل. وإجداؤها إجداب، وإعطاؤها إعطاب. وإصباحها إظلام، وإرغابها إرغام. وسماحتها بخل، وسجاحتها ختل. وعقدها مفسوخ، وعهدها منسوخ. وربحها خسار، وجرحها جبار، ويسارها إعسار. وخصبها إمحال، وحبها محال. وعمارتها شعث، وشيمتها عيث وعبث. وترابها

نام کتاب : الفتح القسي في الفتح القدسي = حروب صلاح الدين وفتح بيت المقدس نویسنده : عماد الدين الكاتب    جلد : 1  صفحه : 335
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست