responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : الفتح القسي في الفتح القدسي = حروب صلاح الدين وفتح بيت المقدس نویسنده : عماد الدين الكاتب    جلد : 1  صفحه : 211
وبليت بحشد التركمان حشوده.
واجتازت الفرقة الأولى منهم تحت قلعة بغراس، فلقيت البؤس والبأس. وخرج رجالها عليهم على قلتها، وصدمتهم ببسالتها. وأسرت منهم زائدا على مائتين، وطمعت فيما وراءهم من الفئتين. وقيل: أنهم حسبوا أن بغراس باقية بحالها مع الدلوية، فجاءوا إليها سحرا بأحمالهم وأموالهم السنية. (فلم يشعروا إلا بالبغال على الباب واقفة)، والجنى دان يرقب أن يكون له أيد قاطفة. فخرج إليها وتسلمها بغير طعن ولا ضرب، وتخلى عنها أصحابها لما عرفوا الحال. ولم يعرجوا على حرب. فاستغنى الوالي من ذلك اليوم، من مال القوم. ثم أنكر حتى لا يطالب بشيء منه، وغفلت الأيام عنه.
وذكر (الأمير علم الدين سليمان بن جندر) في كتابه؛ إنه انهض جماعة من أصحاب أمراء حلب وأصحابه؛ ليقتفوا آثارهم، ويكشفوا أخبارهم. فوقعوا على خلق عظيم منهم، فخالطوهم ولم يرجعوا عنهم. وانقضوا عليهم انقضاض البزاة على الحجل، وزأروا فيهم زئير الأسد في النقاد وزاروهم بالأجل. وأسر كل واحد من أصحابنا ثلاثة واربعة، وتركوهم متمزقة متمزعة. وعادوا بالأسارى إلى حلب وباعوهم في الأسواق، وامتلأت بالأسلاب منهم والاعلاق. فطابت قلوب الرعايا، وأنست من الله بما ظهر من ألطافه الخفايا. وطمع فيهم أهل القرى، والتقطوهم من الوهاد والذرا. وما صدقوا بالسلامة حتى آواهم الابرنس إلى إنطاكية، وأراح من آلامها الألمانية. وذابوا في هذه الطرقات ذوبا، وصب عليهم العذاب صبا إذا
أخذوا صوبا. وهلك بإنطاكية الكند الكبير مقدم العسكر، وتبعه إلى سقر كبير من ذلك المعشر. وحصل الابرنس بتلك الأموال المجتمعة؛ والذخائر المودعة؛ حتى قيل إنه إنما غرب في الوصول إلى بلده؛ ليحصل على سبده ولبده. فأخلى له قلعته، لينقل إليها خزانته. ففعل وما رجع اليها، واحتوت يد الابرنس عليها.
ثم ساروا على طريق الساحل، بالفارس والراجل. وخرجت عليهم خيل جبلة واللاذقية، وسقتهم كئوس المنية، وألقتهم على البوس والبلية. فأغذوا في السير حتى وصلوا إلى طرابلس وقد نقص نصفهم، وتم بعواصف البلاد نسفهم، وبلغ أمدهم وانتهى مددهم. وجبن الملك عن المسير على الطريق، لما لقيت جموعه في طرقاتها من التفريق. فركب البحر في عدد يسير لا يزيد على الف، برعب قلب وقصور يد ورغم أنف. واختلط مع الفرنج على عطاء فسقط اسمه، وسخط حكمه. وهلك بعد قليل، ولم يحظ بنقع غليل.
وسألم بذكر حالاته في مواضعها، وذكر مصارف جماعته ومصارعها.

نام کتاب : الفتح القسي في الفتح القدسي = حروب صلاح الدين وفتح بيت المقدس نویسنده : عماد الدين الكاتب    جلد : 1  صفحه : 211
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست