responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : المغول (التتار) بين الانتشار والانكسار نویسنده : الصلابي، علي محمد    جلد : 1  صفحه : 51
صغير السن، ومع ذلك فإن هذه الجماعة احتفظت، بما اشتهرت به قبيلتهم من الحماس والنشاط والصبر على تحمل المتاعب، فأخذ الصبيان يصيدون من نهر أنون ما يلزم لاعاشتهم، وحرصت يولون على أن تتوطد المودة بين أفراد الأسرة، فلما وقع الخصام بين أبناء يسوكاي الأشقاء وغير الأشقاء وأسفر هذا الشقاق عن مصرع بكتار، ابن يسوكاي من زوجة أخرى انفجرت يولون في وجه ولديها تيموجين وقسار، اللذين تسببا في هذا الحادث وقالت لهما: أيها القتلة، فحينما ولدت يا تيموجين كنت تقبض على قطعة دمٍ متجمدة، لستم إلا نمرة تنقض على فريستها ولستم إلا كالأسُد الغاضبة، ولستم إلا كالبزاة تحلق في الجوزاء فوق ظلالها، وكالأبل تقضم في أثناء غضبها أبنائها، وكالذئاب التي تنقض على فريستها في غمرة العاصفة، فليس لدينا، فيما عدا ظلالنا، رفاق، وما تعرضنا له من الشرور على أيدي التايجوت، بلغ من العنف ما لا نستطيع تحمله، فلا بد من الانتقام منهم، وتعرض تيموجين وأخوته وأمه لغارات التايجوت، الذين حرصوا على إذلالهم، فلم يسع تيموجين وأسرته إلا أن ينتقلوا بمعسكرهم إلى جبال بروقان
كالدون،، إلى جبل كنتاي، الذي كان له من القداسة عندهم، ما حمل تيموجين على الاعتقاد بأنه هو الذي حماه وعصمه من الأعداء [1]، ولم يتخل البؤس عن تيموجين وأخوته، فكل ما كانوا يملكون لم يتجاوز تسع أفراس، وقع منها ثمانٍ في أيدي المغيرين دفعة واحدة [2].

2 ـ تيموجين يطارد اللصوص: أصر تيموجين على أن يطارد اللصوص، حتى التقى بعد أربعة أيام بغلام تبدو عليه سمات النبل، اسمه بورتشو، أحس بالميل والعاطفة نحو تيموجين، فاشترك معه في البحث عن الأفراس، حتى عثرا عليها فساقاها بعد أن أظهرت براعة تيموجين في مراماة أعدائه وإجبارهم على أن يتخلوا عن اللحاق به، وكان من أثر هذه المغامرة أن توطدت الصلة بين تيموجين وبورتشو، وكانت بداية طيبة لأمجاد بورتشو المقبلة ونستطيع أن نستخلص من هذه الأفعال ما كان لتيموجين من الطباع والصفات، فما يبهرنا فعلاً، ما كان له من شخصية بلغت من القوة أنها فرضت نفسها على كل من تلتقي به، فمنذ هذه اللحظة انجذب إليه بورتشو، وربط مصيره بمصير تيموجين، وسوف نلحظ ما يشبه ذلك، حينما إنحازت إلى تيموجين القبائل الواحدة بعد الأخرى، وقد جذبتها مواهبه في القيادة وإحساسه بالعدالة وإخلاصه لأصداقه واعترافه بما يؤدي له من خدمات، أضحت محبته لأصدقائه

[1] المغول للعريني صـ45.
[2] المصدر نفسه صـ46.
نام کتاب : المغول (التتار) بين الانتشار والانكسار نویسنده : الصلابي، علي محمد    جلد : 1  صفحه : 51
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست