responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : المغول (التتار) بين الانتشار والانكسار نویسنده : الصلابي، علي محمد    جلد : 1  صفحه : 40
صلوات الله وسلامه عليه حين قال: "يوشك أن تتداعى عليكم الأمم كما تتداعى الأكلة على قصعتها، قالوا: أمن قلة نحن يومئذ يا رسول الله؟ قال: بل أنتم يومئذ كثر ولكنهم غثاء كغثاء السيل، ولينزعن الله من صدور عدوكم المهابة منكم وليقذفن في قلوبكم الوهن. قالوا وما الوهن يا رسول الله؟ قال: حب الدنيا وكراهية الموت [1]، وكانت الأمة قد تفرقت وتمزقت، ففي كل ناحية سلطان وفي كل قبيلة أمير ورحم الله القائل:
مما يزهدني في أرض أندلس
ألقاب معتصم فيها ومعتضد
ألقاب مملكة في غير موضعها
كالهر يحكي انتفاخاً صولة الأسد
وانتهوا إلى بلاء شامل قال الله تعالى فيهم: "ألم تر إلى الذين بدلوا نعمة الله كفراً واحلوا قومهم دار البوار" ـ إبراهيم، الآية 28 ـ لقد غلبت عندهم المعيشة، ورخص الإنسان وعمرت المراقص والحانات، وخربت دور العبادة وقل عدد الملتزمين من الحكام وخاصتهم بالفضائل، وأطلقوا العنان لشهواتهم وأكرموا أهل النفاق والكفر فكانوا كما قال الله عز وجل: "وضرب الله مثلاً قرية كانت آمنة مطمئنة يأتيها رزقها رغداً من كل مكان فكفرت بأنعم الله فأذاقها الله لباس الجوع والخوف بما كانوا يصنعون" ـ النحل، آية 112 ـ وما يعنينا من العالم الإسلامي في هذا الموضوع هو الجانب الشرقي منه، أما الغربي منه في المغرب والأندلس فلقد كان هناك أيضاً الصراعات الداخلية بالإضافة إلى مقاومة حركة الاسترداد، والجانب الشرقي من العالم الإسلامي كانت تتقاسمه عدة دول، ففي بلاد فارس أو إيران كانت تقوم الدولة الخوزمية التي امتدت حدودها من جبال أورال في الشمال إلى الخليج العربي في الجنوب، ومن جبال السند شرقاً إلى حدود العراق غرباً، وفي العراق كان الخليفة العباسي في بغداد وله السيادة الروحية، أما القوة السياسية والعسكرية فقد زالت عن هذه الخلافة، ولم يعد لهذا الخليفة من القوة إلا أن يطلب الدعوة على المنابر في صلاة الجمعة أو المناسبات أو الأزمات بأن يوفق الله المسلمين، أو الاستنفار للجهاد ([2]
أما الدولة الأيوبية في مصر والشام، فقد كان لها مشاكلها خاصة مع مملكة بيت المقدس والإمارات الصليبية على الساحل الشامي، ومما يزيد المشكلة تعقيداً أنه مع ظهور أخطأ المغول كانت الحملة الصليبية الخامسة قد

[1] سنن أبي داؤد عن ثوبان بإسناد صحيح، كتاب الملاحم.
[2] المغول والأوربيون والصليبيون صـ16 ..
نام کتاب : المغول (التتار) بين الانتشار والانكسار نویسنده : الصلابي، علي محمد    جلد : 1  صفحه : 40
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست