responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : المغول (التتار) بين الانتشار والانكسار نویسنده : الصلابي، علي محمد    جلد : 1  صفحه : 380
الدين تلك المعركة وهو على يقين قوي وثقة كاملة بنصر الله تعالى له ولجنده، كما كان الصحابة رضي الله عنهم يدخلون المعارك وهم يحملون في أفكارهم وعد النبي صلى الله عليه وسبم بالتمكين في الأرض، وما دامت هذه الرؤيا قد انتشرت، فإن الذين علموا بها من جنوده وقادته سيكونون على درجة عالية من الثقة واليقين بالنصر، فكان ذلك دافعاً قوياً له إلى بذل كل ما يستطيعون من طاقة في سبيل الله تعالى [1]، وذلك من أسباب النصر على أعدائهم.
ش ـ القدوة: كان سيف الدين قطز متواضعاً وضرب أفضل الأمثلة لجنوده ولأمته في كل الأعمال، وتربية القدوة أعلى آلاف المرات من تربية الخطب والمقالات، كان سيف الدين قدوة في أخلاقه وفي نظافة يده وفي جهاده وفي إيمانه، وفي عفوه، ولم يشعر الجنود أبداً بأنهم غرباء عن قطز، لقد نزل ـ رحمه الله ـ بنفسه إلى خندق الجنود وقاتل معهم فكان حتماً أن يقاتلوا معه [2].
ع ـ عدم موالاة أعداء الأمة: لم يوال سيف الدين قطز التتار أبداً مع فارق القوة والإعداد بينهما، كما لم يوال أمراء النصارى في الشام مع إحتياجه لذلك، لقد سقط الكثير من الزعماء قبل قطز في مستنقع الموالاة للكفار، وكان منطلقهم في ذلك أنهم يجنبون أنفسهم أساساً، ثم يجنبون شعوبهم بعد ذلك ـ كما يدعون ـ ولايت الحروب، فارتكبوا خطأً شرعياً شنيعاً، بل إرتكبوا أخطاء مركبة، فتجنب الجهاد مع الحاجة إليه خطأ، وتربية الشعب على الخنوع لأعدائه خطأ آخر، وموالاة العدو وإعتباره صديقاً خطأ ثالث، لكن قطز كان واضح الرؤية بفضل الله ثم تمسكه بشرعه سبحانه وتعالى [3]، قال تعالى: "يا أيها الذين آمنوا لا تتخذوا اليهود والنصارى أولياء بعضهم أولياء بعض ومن يتولهم منكم فإنه منهم إن الله لا يهدي القوم الظالمين" (المادة، آية: 51).
لقد كان سيف الدين قطز من القيادات الحكيمة التي إستطاعت أن تأخذ بعوامل النصر وتتعامل مع أسبابه، وجمع بين الأسباب المادية والمعنوية، وبعد المعركة قرر المظفر قطز مواصلة الجهاد فجمع جيشه وأمراءه ونزل إلى الأرض، ومرغ وجهه بالتراب، وصلى ركعتين شكراً لله على هذا النصر، ووقف فيهم خطيباً، وقال: لقد صدقتم الله الجهاد في سبيله فنصر

[1] المصدر نفسه (16 ـ 392).
[2] قصة التتار صـ355.
[3] المصدر نفسه صـ356.
نام کتاب : المغول (التتار) بين الانتشار والانكسار نویسنده : الصلابي، علي محمد    جلد : 1  صفحه : 380
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست