responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : المغول (التتار) بين الانتشار والانكسار نویسنده : الصلابي، علي محمد    جلد : 1  صفحه : 374
زاوية الشيخ تقي الدين قبل أن تعمر، ثم نقله الحاج قطز الظاهري إلى القارفة ودفن قريباً من زاوية ابن عبود، ويقال إن أسمه محمود بن ممدوح وإن أمه أخت السلطان جلال الدين خوارزم شاه وإن أباه ابن عم السلطان جلال الدين، وإنما سبي عند غلبة التتار، فبيع في دمشق ثم انتقل إلى القاهرة [1].
إن قيمة الرجال وعظمتهم لا تقاس بطول العمر ولا بكثرة المال، ولا بأبهة السلطان، إنما تقاس بالأعمال الخالدة التي تغير من وجه التاريخ، فمن قطز إذا لم يتمسك بالإسلام ويدافع عنه؟ ولا شك أن التاريخ كان سيُغفل اسمه كما أغفل اسماء الكثيرين الذين كانوا كغثاء السيل، بل كانوا وبالا على شعوبهم وأوطانهم مع حكمهم الفترات الطويلة والأعمار المديدة ولا شك أن حفر الاسم في سجل التاريخ يحتاج إلى رجال عظماء وليس بالضرورة أن يحتاج إلى وقت طويل [2]، فالتغيير يعتمد على نوعية الرجال المغيرِّين، مع مراعاة السنن وفقه المصالح والمفاسد والسياسية الشرعية وفقه قيام الدول وسقوطها ومعرفة مسار حركة التاريخ في منحنياته المتعددة، لقد كان الشيخ العز بن عبد السلام يخشى أن يضيع النصر الكبير وتنهار الأمة من جديد، لقد قال بعد موت قطز وهو يبكي بشدة: رحم الله شبابه، لو عاش طويلاً لجدد للإسلام شبابه [3]، وقال: ما ولي أمر المسلمين بعد عمر بن عبد العزيز ـ من يعادل قطز ـ رحمه الله ـ صلاحاً وعدلاً [4]. إلا أنني مع محبتي لسيف الدين قطز، واعترفي بجهوده العظيمة في خدمة الإسلام ودخوله نادي عظماء الأمة، فإنني أخالف شيخنا العز بن عبد السلام وأرى أن نور الدين محمود الشهيد فاقه صلاحاً وإصلاحاً وعدلاً وجهاد، ومن أراد التوسع فليراجع كتابي عن عصر الدولة الزنكية لقد كان سيف الدين قطز من خيار ملوك الترك وله اليد البيضاء في القيام لدفع العدو عن ديار المسلمين [5] الشامية والمصرية.
5 ـ ردة فعل المغول لمقتل قطز: لما بلغ المغول نبأ مقتل قطز بتلك الصورة توقعوا حدوث انقسام داخل دولة المماليك، ووجدوا في ذلك فرصة سانحة لهم لمحاولة فرض سيطرتهم على بلاد الشام مرة أخرى، فتجمع المغول الذين كانوا بحران وغيرهما من مدن أقليم الجزيرة، وانضم إليهم من سلم من معركة عين جالوت، وساروا حتى قاربوا البيرة التي

[1] السلوك (1/ 520).
[2] قصة التتار صـ366.
[3] المصدر نفسه صـ367.
[4] المصدر نفسه صـ367.
[5] جواهر السُلوك في أمر الخلفاء والملوك لإبن إياس صـ115.
نام کتاب : المغول (التتار) بين الانتشار والانكسار نویسنده : الصلابي، علي محمد    جلد : 1  صفحه : 374
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست