responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : المغول (التتار) بين الانتشار والانكسار نویسنده : الصلابي، علي محمد    جلد : 1  صفحه : 357
مصر حتى لو قبل بذلك المسلمون، كان هذا هو إجتهاد قطز والأمراء في قتل رسل المغول، ولكن هذا يخالف الأصل في الإسلام، حيث أن الرسل لا تقتل، لا رسل المسلمين، ولا رسل الكفار، ولا حتى رسل المرتدين عن الإسلام ([1]
فقد بين رسول الله صلى الله عليه وسلم ذلك، يقول عبد الله بن مسعود: جاء ابن النواحة وابن أشال رسولا مسيلمة إلى النبي صلى اله عليه وسلم فقال لهما: "أتشهدان أني رسول الله؟ قالا: نشهد أن مسيلمة رسول الله، فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم: آمنت بالله ورسوله، لو كنت قاتلاً رسولاً لقتلتكما [2]، يعلق عبد الله بن مسعود على هذا الحديث فيقول: مضت السنة أن الرسل لا تقتل [3]. وهذا الحديث يدل على تحريم قتل الرسل الواصلين من الكفار، وإن تكلموا بكلمة الكفر في حضرة الإمام أو سائر المسلمين [4]. وما حدث من سيف الدين قطز، مخالف لأحكام الشريعة والكمال لله وحده.

رابعاً: اليوم الفصل:
1 ـ مقدمات الصدام: لم يعد أمام المظفر قطز بعد إتمام تلك الاستعدادات سوى إختيار مكان وزمان المعركة التي كان ينوي منازلة المغول فيها، وهنا تبدو لنا إستراتيجية جديدة إتبعها قطز في هذه المواجهة الحاسمة، ذلك أنه إذا كان حكام المسلمين إبتداء من الدولة الخوارزمية حتى أرض فلسطين قد التزموا مبدأ التحصن داخل مدنهم إنتظار لهجوم المغول عليهم ومحاولة صده فقط فإن السلطان قطز أدرك عدم جدوى الأساليب الدفاعية ورأى أن من الأفضل منازلة المغول قبل وصولهم إلى الأراضي المصرية واختار لذلك النزال مكاناً مناسباً خارج دولته هو منطقة عين جالوت بأرض فلسطين الذي يمتاز بقربه من المناطق الساحلية الذي كان يسيطر عليها الصليبيون، الذين أبدوا إستعدادهم الكامل لتسهيل مرور القوات الإسلامية إليه، هذا بالإضافة إلى كون هذا الجزء من أرض فلسطين منطقة فسيحة يعلوها جبل [5]، الأمر الذي سيمكن قواته من مواجهة العدو في كل الظروف، ففي حالة الاشتباك المباشر مع العدو في معارك مكشوفة، يكون القتال في منطقة منبسطة، وفي حالة مناوشته من بعيد يكون الجبل مساعداً للرماة لأداء واجبهم عل الوجه الأكمل، كما أن

[1] قضة التتار صـ278 ..
[2] مسند أحمد، وسنن أبي داؤد، نقلاً عن قصة التتار صـ279.
[3] قصة التتار صـ279.
[4] نيل الأوطار للشوكاني نقلاً عن قصة التتار صـ279.
[5] الروض الزاهر لابن عبد الظاهر صـ64، جهاد المماليك صـ116.
نام کتاب : المغول (التتار) بين الانتشار والانكسار نویسنده : الصلابي، علي محمد    جلد : 1  صفحه : 357
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست